لا أعلم ما سبب غياب الدراما الوثائقية في الدراما الخليجية خصوصاً وأقصد بذلك دراما التأثير التي تقتبس قصصاً واقعية أو سِيَر شخصيات عامة كالعلماء والفنانين والشخصيات القيادية ولكن بطرح درامي حقيقي. قد نتفق ضمنياً أن بعض الأعمال الخليجية قد طرحت أفكاراً مشابهة لشخصيات أو علماء خليجيين ولكن على مضض وباختصار شديد داخل أعمال منوعة يومية وغالباً ما تكون اجتماعية كوميدية. إن توثيق الأحداث والشخصيات له أثر كبير في ترسيخ التطور الثقافي والاجتماعي في الخليج لدى المشاهدين خصوصاً من الأجيال المقبلة على أن تكون هناك سير ذاتية ومسجلة. كما أنه لابد من وجود جهات داعمة بشكل رئيس لإنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية كالجمعيات الخاصة والخيرية المسجلة بأسماء رجال أعمال أو علماء أو سياسيين سابقين، بالإضافة للمؤسسات التجارية العملاقة وما إلى ذلك من جهات ذات مضمون يمكن أن يطرح على الشاشة الفضية. في اعتقادي، إن الخليج عموماً والمملكة خصوصاً تمتلك حصة كبيرة من الشخصيات التي تستحق محاكاتها درامياً، كقصة حياة الأديب والشاعر والسياسي الراحل غازي القصيبي، وقصة الوزير الراحل الدكتور عبدالعزيز الخويطر، والفنان طلال مداح، والفنان محمد العلي وقصص آخرين كثر. إن هذه الشخصيات أثَّرت بشكل واضح وملموس على واقع المجتمع السعودي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ولها حق في توثيق مسيرتها الذهبية للجمهور ولكن بطريقة جاذبة للمشاهد بعيداً عن روتين التوثيق الروائي. أكاد أجزم أن هناك ممثلين يحلمون أن يؤدوا أدواراً تمثل سيرة شخصيات مؤثرة سعودية، وهناك طواقم فنية عملاقة يمكن أن تعمل على ذلك، وكنت أتمنى من هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تتبنى هذا النوع من الأعمال بدلاً من رمي الملايين على أعمال لا تشبع ولا تغني من جوع.