يقولون لي صمتاً! ويوجعهم حديثي! هي هكذا.. «كل الحقائق موجعة»!.. حقا.. فقد أزعج النطق كثيرين! وبعضهم حاك الدسائس واختفى والناقمون هم الرفاق! والغاضبون هم الأقارب والصحاب!.. حتى ذاك المزور منزعج! والسارق الخارق قد غضب! وكل معتوه ومرتش أيضا تذمر!.. وشيخ صومعتي بكى! أسدى لي النصح.. «تحت تهديد السلاح»! أثابه الله..! فالشيخ جل غايته الهدوء! ولا يريد لكل الناطقين سوى الصلاح!. وقام يخطب في كل المخابئ والكهوف… يا أيها الناس: هل قد علمتم إلى أين المفر؟ فالعاصف الآتي له خطر شديد! سيقتلع الجذور… ويردكم للتيه! فتوبوا بعودتكم إلينا! ألا سيروا نحوي أنا الشيخ الجليل.!.. افسحوا للشبيبة.. للمراهق والمفحط والمدلل والسفيه ومن ترك السجون. طريقهم نحوي! ألا سيروا مع جهة الرياح! ويقولون: لي صمتا، إذا رمت الفلاح!.. والله خالقنا يقول: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها «مصلحون»» هل يسمع الشيخ؟ هذا كلام الله رب العالمين الذي له الملك والجبروت وله الكبرياء والعظمة، رب كل شيء ومليكه، ربكم ورب آبائكم الأولين. فمن أصدق من الله قيلا؟! ومن أصدق من الله حديثا؟! أسمعت يا شيخي الجليل؟!؟! ف2ن كان من خلق الحياة واستخلفنا في الأرض وأوجد هذا النظام الكوني العجيب المحكم، ودل الإنسان بفطرته عليه وهداه إليه، وهو من علم آدم الأسماء كلها، وهو الذي أمر القلم فكتب مقادير كل شيء إلى أن يرث سبحانه الأرض ومن عليها! الله الذي بدأ هداية الدنيا وأمتكم ب «اقرأ».. الذي علم الإنسان ما لم يعلم،علمه ب «القلم»!.. وبهذا ومن هنا ومن القلم واقرأ بدأت حكاية أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وانطلقت إلى الله مسيرة الإنسان والإيمان، وبذلك رجحت كفتها على سائر الأمم وفازت بثناء ربها الخلاق العظيم، لتبقى شهادة الله لها خالدة أبد الآبدين، وقرآنا يتلى إلى يوم الدين: «كنتم خير أمة أخرجت للناس».. ومعلوم كيف تكون هذه الخيرية وبماذا كتبت لنا نحن أمة الإسلام دين التسامح والحياة؟! هذا ما اختاره الله لنا وما أراده منا وبهذا استقامت الحياة وتوثقت عرى الدين! وهكذا تعهد الله بعدم إهلاكنا مادام فينا مصلحون. إذن هو الله من قرن الحياة ورهنها بالمصلحين! فلماذا ننقم على الإصلاح وفيه سر بقائنا وحياتنا؟! وكيف لنا أن نتجاهل أن «الفساد» هو سر هلاك العالمين؟! عجباً.. ..! فما يروم منا الناقمون إذن؟! ألا تبت يد الفساد، وتب كل الفاسدين!. لن تكسروا قلمي الشريف ولن أهاب.. فأنا نبض المواجع والأنين!. يا أهل الدسائس! هل تعلمون؟ إني فقير معدم..! فالروح، والأنفاس، والمال، والأهلون، والعمر، وهذه الدنيا.. «قد بعتها لله من أجل الوطن»!. أتبيع يا شيخ؟ «إني لك من الناصحين».