أعلنت الحكومة اليمنية عدن (جنوب) مدينةً محررة، بعد سيطرة المقاومين على غالبية أحيائها، في وقتٍ أفيد بتقدُّم مسلحين موالين للشرعية صوب قاعدة العند الجوية، فيما أحصت مصادر مقتل 13 مسلحاً حوثياً على الأقل في محافظتي مأرب والبيضاء. وأبدى رئيس الحكومة، خالد محفوظ بحاح، ارتياحه «لِما تحقَّق من انتصار وتمكين لأبناء عدن وكافة القوى الوطنية المساندة لهم» بحسب منشور كتبه على موقع «فيسبوك»، بينما أفاد سكان في المدينة باستمرار الاشتباكات المتقطعة في حي التواهي، الذي يعد واحداً من آخر معاقل الحوثيين فيها. وتحاول المقاومة المدعومة بعسكريين موالين للشرعية طرد قوات التمرد من الحي. وفي حين اضطر عشرات المسلحين الحوثيين إلى تسليم أنفسهم إلى مجلس المقاومة العدنية؛ دعا الأخير في بيانٍ له إلى «الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة»، مهنئاً دول الخليج العربي بالنصر. وحثَّ البيان، الذي اطّلعت «الشرق» على نسخةٍ منه، على «تشكيل اللجان الشعبية من أبناء الحارات وتحت إشراف عُقَّالها لضبط الأمن وتوزيع نوبات الحراسة، إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويعود للدولة حضورها، فإن في هذا تخفيفاً عن إخوانكم المقاتلين الذين لا تزال تنتظرهم مهام ومعارك أخرى». وهنأ المجلس دول مجلس التعاون الخليجي ودول تحالف «إعادة الأمل» بالنصر الذي تحقق ضد المليشيات، وجاء في بيانه «نهنئ إخوتنا وأشقاءنا في دول مجلس التعاون ودول التحالف العربي بهذا النصر، فهذا النصر نصرنا كلنا وهذا العيد عيد مميز عانقت فيه جميع العواصم الشقيقة مدينة عدن وشاركتها فرحها». ووفقاً لمصادر متطابقة؛ ستمنح المقاومة من تبقوا من المتمردين في المناطق المحرَّرة فرصة لإلقاء السلاح، وإعلان التوقف عن الاقتتال في مقابل تأمينهم. وبالتزامن؛ واصلت مجموعات من المقاومة تقدمها صوب قاعدة العند الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمالي عدن تحت غطاء ضربات جوية نفذها تحالف «إعادة الأمل». ودفع التقهقر الأخير للمتمردين زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، إلى حث مسلحيه على تكثيف جهودهم العسكرية، محذراً من التقصير. ودعا في كلمةٍ له أمس الشعب اليمني إلى ما سمّاه «التحرك الجاد» و»تكثيف الجهود والعمل المتواصل» للرد على الانتصارات الميدانية للقوات الموالية للشرعية. وتشير كلمة الحوثي إلى إدراكه صعوبة الموقف الميداني بعد انتكاسةٍ تعرضت لها جماعته في الجنوب. وفي تطور ميداني آخر؛ قُتِلَ 7 مسلحين متمردين صباح أمس خلال مواجهات مع المقاومة في محافظة مأرب (وسط). وأبلغ مصدر بوقوع هذه المواجهات في منطقة المخدرة (شمال غرب مدينة مأرب) ما أسفر عن مقتل 7 متمردين. وأشار المصدر إلى تمكُّن المقاتلين المحليين من صد هجوم حوثي في المخدرة، وإحراقهم طاقما عسكريا يحمل سلاحا من عيار 14.5. بدوره؛ زار محافظ مأرب، سلطان بن علي العرادة، الجرحى الذين سقطوا في جبهات القتال في المحافظة، وشدد على ضرورة تقديم الرعاية الصحية الكاملة لهم، داعياً إلى تدارك أي قصور في هذا الجانب. ووصف العرادة الجرحى من المقاتلين المحليين ب «الأبطال»، مثنياً على تضحياتهم، معتبراً محافظتهم عصيَّةً على من سمّاهم الغزاة في إشارةٍ إلى قوات حلف (الحوثي – علي عبدالله صالح). ونسب موقع «المصدر أونلاين» اليمني إلى المحافظ قوله خلال الزيارة «إن المأربيين يستمدون الصمود من الانتصارات في عدن، متوعداً القوات المهاجِمة ب «دروس قاسية في الدفاع عن الأرض والكرامة». وفي المحافظة نفسها؛ تفقَّد قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، عدداً من مواقع المقاومة والجيش الموالي للشرعية. وأبدى الشدادي، الذي يعد أحد أبرز القادة العسكريين الرافضين للانقلاب، ارتياحه لارتفاع الروح المعنوية للمقاتلين المحليين الذين التقاهم في الخنادق والمتاريس، مثنياً على صمودهم في جبهات القتال. وفي محافظة البيضاء (وسط)؛ قُتِلَ 6 من عناصر المليشيات المتمردة فجر أمس في كمينٍ نصبه مسلحون في منطقة دار النجد التابعة لمديرية رداع. وأكد «المصدر أونلاين» حصيلة الضحايا، ونقل عن مصدر قوله: إن الكمين استهدف دورية كانت تقلُّ عدداً من الجنود لدى مرورها في دار النجد، ما أدى إلى إحراق الدورية ومقتل من كانوا على متنها.