واصل مقاتلو المقاومة الشعبية اليمنية التقدُّم في مدينة عدن (جنوب)، ودخلوا أمس إلى حي كريتر الحيوي في وسطها، في وقتٍ جابت سيارات مزودة بمكبرات صوت شوارع المدينة داعيةً الحوثيين إلى الاستسلام بعد تقهقرهم أمام العملية العسكرية المسمَّاة إعلامياً ب»السهم الذهبي». ودخل مقاتلو المقاومة العدنية المدعومون بالعسكريين الموالين للشرعية منطقة الميدان في قلب كريتر، وبدأوا تطهير الشوارع من العناصر الحوثية المتبقية فيها. و»كان الرد العسكري الذي أبدته قوى التمرد في الحي ضعيفاً»، كما قال مصدر ميداني أشار أيضاً إلى دخول المقاومين حي المعلا القريب. في غضون ذلك؛ وصل أعضاء بارزون في الحكومة اليمنية الشرعية أمس إلى عدن، لبحث استعدادات عودة الحكومة بالكامل إلى المدينة بعد 3 أشهر من انتقالها إلى الرياض. واستقل أعضاء الحكومة طائرة مروحية خلال رحلة العودة، بحسب مسؤول مطّلع. وأفاد المسؤول بأن الرئيس، عبد ربه منصور هادي، كلّف هذه المجموعة بالعودة إلى البلاد للعمل على ترتيب الأوضاع الأمنية وضمان الاستقرار قبل استئناف عمل مؤسسات الدولة في عدن. وتضمنت المجموعة وزيري الداخلية والنقل ووزير الداخلية السابق ورئيس المخابرات ونائب رئيس مجلس النواب. في المقابل؛ زعمت جماعة الحوثي المتمردة أن قواتها تواصل صدّ هجوم «السهم الذهبي». وكانت العملية التي بدأت قبل أيام أسفرت عن طرد المتمردين من مطار عدن الدولي وحي خور مكسر ومناطق واسعة من حيي المعلا وكريتر. وأكد شهود عيان ومسؤولون إطلاق القوات المتمردة صواريخ كاتيوشا على مصفاة النفط في المدينة، ما أسفر عن تفجير صهريج نفطي واندلاع حريق ضخم. وبالتزامن؛ قصفت طائرات وسفن تحالف «إعادة الأمل» شاحنات كانت تنقل تعزيزات للمتمردين الذين يحاولون صد تقدم «السهم الذهبي». وأسفرت عملية نوعية نفذتها المقاومة العدنية داخل مبنى القنصلية الصينية في حي خور مكسر عن مقتل 14 مسلحاً حوثياً. وأكد المتحدث باسم المقاومة، علي الأحمدي، حصيلة القتلى، وذكر أن العملية نُفِّذت مساء أمس الأول واستهدفت تحرير 22 مسلحاً مقاوِماً كانوا محتجزين داخل مبنى القنصلية الصينية. وأبلغ الأحمدي صحفيين بإجراء اتصالات مع المتمردين المتمركزين في حي التواهي (أحد الأحياء الحيوية في عدن) لإقناعهم بتسليم أسلحتهم مقابل توفير خروج آمن لهم. و»إذا رفضوا فإن عملية الحسم ستبدأ خلال الساعات القادمة»، وفق تأكيده. يأتي ذلك في وقتٍ جابت فيه سيارات تابعة للمقاومة أحياء كريتر والمعلا وخور مكسر، مطلقةً نداءات تدعو المقاتلين المتمردين إلى الاستسلام مقابل توفير خروج آمن لهم. واستخدمت السيارات مكبرات صوت، بحسب شهود عيان. وفي تطور ميداني آخر؛ أفادت مصادر بمقتل 10 مسلحين متمردين في منطقة لودر التابعة لمحافظة أبين (جنوب) بعد نصب كمين مسلح لهم. و»من بين القتلى قائد ميداني يُلقّب بالسفياني»، بحسب موقع «المصدر أونلاين» اليمني الذي أكد حصيلة الضحايا ونسب العملية إلى المقاومة الشعبية في لودر، مشيراً إلى تنفيذها في محيط جبل يسوف. بدوره؛ دعا الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، إلى وقف فوري للقتال وتشكيل ما سمّاها جبهة وطنية عريضة، تكون أهلاً لمواجهة كافة التحديات والتغلب على العوامل التي قادت إلى أوضاع مأسوية وكارثية. ويوصف صالح، بالحليف الأول لجماعة الحوثي سياسياً وعسكرياً، وتلاحقه اتهامات بتسخير القوات العسكرية التي ما زالت تواليه للقتال ضد قوات الحكومة الشرعية.