الجنة هي دائرة الشّكر، ورحابها الواسع في تعداد النّعم، لا في التّحسر على النّقم. الجنة هي دائرة الشّكر، وكل مَنْ يشكر سينعمُ بالعيش في رغد الخضرة والثمرات، وسيُنجي نفسه من الهلاك والنيران والحرائق والحسرات. الجنة هي الأرض التي نعتقد بأن السعادة فيها أزلية، والأزلُ هو الدوام لا الانقطاع، ولا تدوم النّعم، ولا تنمو إلا بالشّكر {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}. الشّكر هو فلسفةٌ رغم بساطتها إلا أننا كثيراً ما نتغافل عنها، ونتغافلُ عن أن جميع مفاتيح الحياة، أو نقول أغلب مفاتيح الحياة، تأتي منها، فالراحة، والطمأنينة، والسعادة، والتفاؤل، والتوفيق، وكل الخيرات تُفتح مِن خلالها! الشّكر، الذي يأتينا بالرضا، هو الفلسفة التي يجهلها كثيرون، ولا يتقنها الجميع، ولن يتمكن من إتقانها الجميع، وقد أكد ذلك الله عز وجل في قوله {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. انظروا إلى «سعة السماء»، وستدركون حينها كم الأرض ضيقة! اشكروا الله على تمام شهره، والتوفيق في صيامه، اشكروا الله على كرمه، ولطفه، وعطفه، اشكروا الله على حُسن ضيافته، اشكروا الله لعلكم تدركون بذلك الجنة، وسعادة العيد. كل عام وأنتم بخير.