دخلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا أمس مرحلتها الأخيرة حيث بدت إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني «في متناول اليد» لكن بشرط تجاوز آخر نقطتي أو ثلاث نقاط خلاف. وقال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري «نقترب من قرارات فعلية» وعبر مرتين عن «تفاؤله» برغم «بعض النقاط التي لا تزال عالقة». من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع «تويتر» أن المفاوضات وصلت إلى «الساعات الحاسمة». وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية حول برنامج إيران النووي دخلت «مرحلتها الأخيرة». وقال في فيينا «آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. أعتقد ذلك». من جهته، اعتبر دبلوماسي إيراني موجود في فيينا أن التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لا يزال يتطلب «إرادة سياسية». وكتب علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع تويتر أن «الاتفاق في متناول اليد. أنه يتطلب فقط إرادة سياسية في هذه المرحلة». وألقى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس ظلالا من الشك بشأن قدرة الرئيس باراك أوباما على نيل موافقة الكونجرس على أي اتفاق يجري التفاوض بشأنه مع إيران. وقال السناتور ميتش مكونيل في مقابلة مع برنامج (فوكس نيوزصنداي) «أعتقد أنها ستكون – إذا ما تمت- عملية صعبة للغاية في الكونجرس.» وأضاف «نعرف بالفعل أنه (الاتفاق) سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية. ومنذ خمسة عشر يوما تسعى مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وكان يفترض أن تنتهي المفاوضات في 30 يونيو لكنها أرجأت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي الإثنين. ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف ليل السبت. وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إلى فيينا للانضمام إلى المفاوضات وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية على موقع تويتر. ولدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار». وقد عقد اجتماع مساء السبت لمجموعة خمسة زائد واحد ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موجيريني فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل. والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل إلى إقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة. ويتهم الغربيون إيران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني منذ العام 2003، وهو ما تنفيه طهران على الدوام بشدة. وتتعثر المفاوضات حتى الآن برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون أن هذا المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة خاصة في سوريا والعراق واليمن. وهناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجيا مع إمكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق. وتطالب مجموعة 5+1 أيضا بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «أن اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيرا يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على إيران.