أول ما يفعله السياسي الناجح والعاقل هو أن يبتعد فوراً عن أحاديث المذهبية والطائفية وعن الأعراق والأجناس المختلفة مهما كان خلافه معهم، وأن يعامل الجميع من أبناء الشعب على أساس وطني صرف من المساواة والعدالة والاحترام ولا شيء آخر.. السياسي الأحمق والمأزوم منذ البداية يفعل العكس تماماً؛ إذ بمجرد تمكنه من السلطة بأي شكل يبدأ في تذكير الناس باختلافهم وتباينهم عن مذهبه وطائفته وفصيله، ويعاملهم على أساس أنهم فئة ثانية لأنهم لايشاركونه توجهاته الدينية، ويرى أن عليهم تبديل قناعاتهم ومواقفهم كي ينالوا رضا فخامته! التاريخ لا يرحم أبداً مثل هؤلاء الفاشلين والأقزام الذين تضخموا فجأة وحكموا أوطاناً عظيمة، ولابد أنه قد كتب صفحات سوداء كثيرة عن الحاج نوري المالكي منذ أن كان متشرداً في شوارع دمشق وإلى أن أصبح نائب رئيس وزراء يتحدث عن إرهاب الصحابة، ويحلل ما وصلت إليه الأمة من ويلات بسبب إرهابهم رضوان الله عليهم!! هذا الكائن المسخ يرى كل العرب والمسلمين والجن والعفاريت إرهابيين ماعدا طائفته طبعاً، والآن وصلت حماقاته إلى الصحابة واتهمهم بالإرهاب، ونحن نعرف أن هؤلاء تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة ودون وسيط أو ناقل؛ فهل تعلموا منه الإرهاب أيها المتخلف؟ ومتى يأتي دور الرسول نفسه يانوري وتتهمه هو أيضاً بالإرهاب؟ تدرون أين المشكلة؟ .. المشكلة أن البعض يشكون دائماً من انتشار الطائفية بين العامة، ويحاولون كما يقولون مداراتها وتوعية الناس إلى مخاطرها وجنونها الكارثي الذي يسحق الجميع دون استثناء، ووالله ما نشرها في الناس إلا نوري المالكي وأمثاله.. الصحابة إرهابيون يانوري؟ .. يالكَ من مسخ!!