خدم الصحة لسنوات وعند أول وعكة أُعطي موعداً بعد سنة علماً بأنه متميز، وصديق لأبي الريش، مما اضطره لجمع فلوسه والتوجه للخارج عله يجد الاحترام والتقدير والرعاية ولو على حسابه، وسؤالي ماذا عن الغلبان اللي بدون معارف؟ يارب يجد كفناً وقبراً! من المؤلم والمحزن والمخجل ما نسمعه عن ميزانية علاج مرضانا بالخارج «مليارات سنوياً»، حيث يتم استغلالهم بشكل بشع، فحوصات غير لازمة، تعمد إطالة المكوث بالمستشفيات دون داعٍ، مبالغات بسعر السرير «عشرات أضعاف مواطنهم»، أدوية دون حاجة، تذاكر للمريض والمرافقين، غياب التقنين والمحاسبة والسؤال يا هل ترى كم مستشفى ومركز تأهيل يمكن إنشاؤه بهذه المليارات؟ حضر الخبير الأجنبي لتقديم خلاصة أبحاثه وعلمه، دفع له عشرات الآلاف، بدأت المحاضرة، انشغل الجميع بجواله ولم ينصت سوى رئيس القسم خجلاً من الضيف، انتهت المحاضرة وصفق الجميع ولم يتقدم أحد بسؤال أو تعليق مما يدل على الفهم الكامل أو الضياع الكامل وضاعت فلوسك يا أبا الريش! هناك دراسات تقول إن كل سنتيمتر مربع من الهواتف الجوالة للأطباء والممرضين يحتوي على نحو أربعة آلاف نوع من البكتيريا «تتمتع بمقاومة للمضادات الحيوية؛ ويصعب علاجها»، في ساق الغراب الطبيب والممرض والمرافق والمريض وكل الجماعة معهم جوال وآيباد والبكتيريا آخر همومنا؟ تحقيق لسيارة إسعاف أمريكية تأخرت 9 دقائق للوصول لبيت مريض توفي لاحقاً بسبب عدم استخدام الجي بي إس، واعتبرت من الأخطاء الكوارثية، أما بساق الغراب فلا تأخير لعدم وجود سرير، أو جي بي إس وتقول الشائعات إنه لا يوجد إسعاف!