دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين إلى إخراج زكاة أموالهم وصدقاتهم للفقراء والمساكين، وخاصة إخواننا المستضعفين اللاجئين في الأردنوالعراق وسوريا فهم مستحقون لها، وكذلك اليمن، مشيراً إلى أن هذه الأموال والزكوات لو جمعت وأعطيت لهم لكان خيراً كثيراً، فهي مسؤولية أعطاها الله لنا فيجب أن نتقي الله ونساعد إخواننا ونؤدي الصدقات تجاهم. وأكد المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، أن من كمال حكمة الله عز وجل أن جعل الخلق متفاوتين في أرزاقهم فمنهم الغني ومنهم الفقير، قال جل وعلا «قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر» وجعل حب المال غريزة في النفوس، قال الله تعالى «وتحبون المال حباً جماً». وقال إن الوصية المبذولة الكبرى هي الوصية بالتقوى، فبها تغفر الذنوب ويعرف الحق عند اختلاف الدروب، مستشهداً بقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون». وبيَّن المفتي أن الله جل وعلا عندما يرزقنا بالمال فعلينا أن نتقي الله فيه، هذا ولنعلم أننا مؤتمنون على هذا المال ويجب ألا نغتر به، مثل قول قارون: إنما أوتيته على علم عندي، لافتاً النظر إلى أن من رحمة الله أن فرض الزكاة وجعلها ركناً من أركان الإسلام، يقول الله جل وعلا «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ». وأوضح أن الزكاة أداؤها طاعة لله، وحث على التعبد لله بهذه الزكاة، حيث إن هذا المال تخرج منه الزكاة طاعة لله تعالى، يقول تعالى «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم». وأوصى المفتي المسلمين بالبحث عن الفقراء والمساكين الذين لا يجدون المال والطعام ليعطوهم زكواتهم وصدقاتهم، داعياً إلى شكر الله على أداء الزكاة فإن النفس تتعلق بالمال فلا ينجو منه إلا من تعلق قلبه بالله، وقال «فلنتق الله في أنفسنا ونخرج زكوات أموالنا ونعطي المستحقين لها لعل الله يتقبلها منا».