إن كثيراً من الناس من أهل اليسار والمال وغيرهم ممن بلغ ماله نصاب الزكاة اعتاد أن يخرج زكاته في هذا الشهر العظيم لأنه شهر فضل وبركة ولأن في إيصال الزكاة لمستحقيها في هذا الشهر اداء للفريضة واغتناماً لفضيلة هذا الشهر طمعا في الثواب وفي ذلك إدخال للسرور على فقراء المسلمين خاصة وإن عيد الفطر هو أول أيام الفطر ففي ذلك إدخال للسرور على المستحقين للزكاة بنوعيهاوقد تجود أيادي الكرماء بشيء من الصدقة فوق الزكاة الواجبة فهم يجودون بشيء مما جاد الله به عليهم فيتصدقون ويضاعفون حسناتهم وصدقاتهم في هذا الشهر الكريم طلباً لمرضاة الله وطمعا في فضله وهذا لا شك انه غنيمة حقيقية وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ( ما نقص مال من صدقة ) وصح عنه انه قال (لا يأتي يوم إلا أصبح فيه ملكان يقول احدهما اللهم اعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم اعط ممسكاً تلفاً) وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال (يقول العبد مالي مالي وليس له من ماله إلا ما قدم ) وقال جل وعلا ( من الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) كما أن الله فرض على كل مسلم صاعاً من طعام تجب على كل مسلم صغير وكبير ذكر وأنثى حر وعبد يخرجها في وقتها وهو من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان حتى خروج الناس لصلاة العيد إن هذا هو وقتها وفي إخراج المسلمين لها اداء لما فرضه عليهم وهي حق لأصحابها في اموال الأغنياء وابدانهم من كل حول وفيه يتحقق التكافل في المجتمع وهو احد مقاصد التشريع والرحمة بالفقراء والمساكين وادخال السرور عليهم وتهذيب النفوس بالانفاق والصدقة والبعد عن الشح والبخل وهذه والله هو المنفق على الخلق كلهم إلا انه سبحانه ابتلى بعضهم ببعض فالغني ابتلاه الله في ماله كيف يفعل فيحقق ما فرض الله عليه والفقير ابتلاه كيف يصبر على ما قدره عليه من ضيق الرزق فعلى المسلم أن يؤديها وافية طيبة بها نفسه ويحرص على إيصالها لمستحقيها وزكاة الفطرصاع من الطعام ولا تجوز مالاً على الراجح.