تعهَّدت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً بإرسال وفد لمناقشة الاتحاد الأوروبي في اقتراحات بشأن وقف تهريب المهاجرين متحدِّثةً عن «حلول بديلة»، فيما أفادت مصادر طبية بمقتل 3 أشخاص وإصابة 11 آخرين في قصفٍ في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) لم تتضح الجهة التي تقف وراءه. ولا تملك الحكومة المعترف بها دولياً، ومقرها مدينة طبرق (شرق)، قوة بحرية حقيقية لمواجهة التدفق المتزايد للمهاجرين غير الشرعيين من سواحل ليبيا إلى أوروبا. ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين الماضي على عملية بحرية في محاولة لوقف تدفق المهاجرين، لكنها ستقتصر في الوقت الحالي على جمع المعلومات نظراً لعدم امتلاكها تفويضاً من الأممالمتحدة. ويمثِّل الحصول على موافقة ليبيا مبعث قلق كبير للقوى الأوروبية التي تعتزم استخدام الغواصات والطائرات والسفن وطائرات دون طيار في العملية. وأفاد المتحدث باسم الحكومة المعترف بها دولياً، حاتم العريبي، ب«تشكيل لجنة وزارية ستزور الاتحاد الأوروبي لإخطارهم بالحلول التي وضعتها الحكومة كونها تملك حلولاً بديلة» لم يوضِّح تفاصيلها، واصفاً السيادة الوطنية ب«خط أحمر». وكان قائد سلاح الجو في هذه الحكومة حذّر من أن الغارات الجوية ستستهدف أي سفينة ستدخل المياه الليبية دون إذن. وتوجد حكومة أخرى في البلاد تحكم العاصمة طرابلس وتتلقى دعماً عسكرياً من جماعة «فجر ليبيا». وعبّرت هذه الحكومة المعلنة من جانب واحد عن قلقها من الخطط الأوروبية الخاصة بالمهاجرين. وتحاول الأممالمتحدة التوسط لوقف إطلاق النار بين الطرفين، فيما تخشى حكومات غربية أن يصبح هذا البلد ملاذاً آمناً للمتشددين والمهربين الذين ينقلون المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا. إلى ذلك؛ قُتِلَ 3 أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح في قصف استهدف مساء أمس الأول منطقتين سكنيتين في مدينة بنغازي التي تشهد معارك مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً ومجموعات مسلحة مناهضة لها. وأعلن مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي عن تلقيه مساء الأربعاء جثتين واستقباله جريحاً واحداً إثر قصف استهدف منطقتي الحدائق وبوهديمة في جنوبالمدينة. فيما أكد مركز بنغازي الطبي سقوط قذيفة هاون على جسر بوهديمة «ما أسفر عن سقوط 9 جرحى (…) واستشهاد شخص واحد»، مشيراً إلى وصول بعض الجرحى إلى المركز وهم في حالة حرجة. ولم تتضح الجهة التي تقف وراء القصف في هذه المدينة التي تشهد منذ أكثر من عام معارك دامية بين جماعات متشددة بينها جماعة «أنصار الشريعة» والقوات الموالية للحكومة التي تتخذ من طبرق مقراً لها. وقُتِلَ في المعارك أكثر من 1700 شخص منذ بداية عام 2014، بحسب منظمة «ليبيا بادي كاونت» غير الحكومية، وهو أعلى معدل قتلى مقارنةً بباقي مدن هذا البلد.