في هذا العصر المسترخي والفاضل بامتياز «كما نظن»، تقوم الآلة مشكورة بالتسبيح والدعاء بالنيابة؛ إذ يبدو أن بعضهم يعتمد عليها حتى في توطيد العلاقة الخاصة مع الله سبحانه وتعالى، وقد يأتي اليوم الذي يُمنِّي فيه بعضنا النفس أن تقوم هذه الآلة المباركة بالصلاة والصوم نيابة عنه.. جنون صحيح؟ لا تستعجلوا.. هذا جزء من الانبساط والاسترخاء الأهبل الذي نعيشه ونواصله مع التقنية بكل كفاءة وكفاح؛ حتى أصبحنا نوكل إلى الآلة بعض المهام المتعلقة بعلاقتنا الروحية مع الله، ونعتقد أن ذلك يكمل «البرستيج» الديني ويجعلنا صالحين أمام المتابعين والأولاد والزوجات. الآن بإمكانك المشاركة في حساب على تويتر يغرد باسمك بالأذكار والآيات القرآنية وأنت نائم أو تعبُّ الحياة في منتجع ما، ويقوم هذا الحساب بإظهار اسمك المبارك مصحوباً بالآيات والأدعية، وباسم الله ما شاء الله على هذا الولد الصالح المبارك! أيها السادة «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وغيرها» لا طعم لها ولا روح حينما تقوم الآلة بكتابتها واسترجاعها؛ بل إن ذلك هو الجفاف الروحي بعينه، ولو جرب أولئك المشاركون في هذه الحسابات أن يسبحوا بأفواههم وقلوبهم لكانت حياتهم أجمل وأرق وأسمى. حسابات الأذكار والتسابيح تساهم من حيث لا يدري من وضعها بحسن نية؛ تساهم في جعل الإنسان مجرد تحفة فارغة شكلها جميل ولكنها خاوية من الداخل.. أرجوكم سبحوا الله كثيراً واستطعموا حلاوة الإيمان والحياة بدل هذا العته الإيماني المضلل. «الموتى رحمهم الله خارج الموضوع».