مازالت الصورة مطبوعة في أذهان كل عشاق العروس.. إنها لحظة فارقة لن ينساها عمد ومشايخ ورجالات جدة التاريخية عندما تفاجأوا في يناير 2014م بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» إبان ولايته للعهد يوجد بينهم، يزورهم متحرراً من الرسميات.. يجلس بينهم بتواضع جم، يتحدث معهم بعفوية وشفافية نادرة، يذكرهم بقصص وحكايات مدينتهم الضاربة في أعماق الزمن.. كيف كانت قبل عدة قرون؟ وكيف صارت الآن؟ جميعنا استحضرنا هذه الصورة الرائعة.. ابتسامته صافية.. كلماته العفوية التي تقطر بالحكمة ونحن نحتفل خلال هذه الأيام بوصول الملك العادل إلى جدة لأول مرة بعد مبايعته ملكاً للبلاد، كأول مدينة يتوجه إليها الملك في عهده الميمون، لتعم الفرحة الأرجاء، وتعبر عن تلاحم وترابط أبناء هذا الوطن الغالي مع قيادتهم وحكامهم، الذين بادلوهم الحب بالحب والولاء بالعطاء. لقد بدت شوارع جدة في أبهى حلتها لاستقبال الملك واكتست بالإمضاءات الملونة، التي زادت مساحتها على أربعة آلاف متر، ورفرف أكثر من ألف علم، و600 لوحة في شوارعها العتيقة تحمل صور خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى 400 مجسم وشكل وزينة، إنه العشق الذي يربط جدة التاريخ بالحاكم المثقف الذي يتميز بذاكرة نادرة ويحفظ جيداً كل حكايات ومذكرات الماضي.. يعشق التراث ويقدر التاريخ ويجل العلم والعلماء. لحظات فارقة سيعيشها سكان وزوار بوابة الحرمين الشريفين وهم يحتفلون هذه الأيام بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بينهم، ولعل الاحتفال الكبير الذي سيقام في أكبر ساحات منطقة مكةالمكرمة تعبير صادق عما يكنه الجميع للملك الشجاع الذي ضرب بيد قوية عندما أعطى أوامره بإطلاق عاصفة الحزم للدفاع عن مقدرات وحدود هذا الوطن وغوث الأشقاء في اليمن، ثم أتبعها بعودة الأمل.. ليعطي بسخاء من أجل إعادة تأهيل وبناء اليمن الحبيب، ويدفع عجلة المساعدات الإنسانية لمساعدة هذا الوطن الذي رفض أن يرضخ لشلة الحوثيين وأذناب علي عبدالله صالح. العروس تعيش لحظات استثنائية وهي تشعر بكثير من الأمن والسعادة والاطمئنان في وجود الملك سلمان بن عبدالعزيز يقود عملية التنمية والنماء والرخاء ويوجه الحكومة الرشيدة من قلب العروس.. يعزز حالة التفاؤل والحب المرسومة بداخل كل مواطن، ويعطي كثيراً من الأمل والحب للمستقبل. من حق العروس أن تفخر بأنها «غير» في وجود قائد سفينة العرب لبر الأمان وشط الاستقرار.. من حقها أن تفخر بأنها ستطلق مهرجانها الصيفي للمرة الأولى هذا العام والملك العادل يرسم خارطة المستقبل على أرضها.. هنيئاً للعروس وطوبى للوطن بهذا الرجل الأمين.