أعلنت الحكومة اليمنية أنها لن تشارك في محادثات سياسية قالت إن الولاياتالمتحدة وجماعة الحوثي تجريانها في سلطنة عمان، في وقتٍ أقرَّت الخارجية الأمريكية بأن عديداً من مواطنيها محتجزون داخل اليمن، بينما قدَّرت مصادر إعلامية عددهم ب 4 أشخاص على الأقل وقعوا في قبضة المتمردين في صنعاء. وفي حين واصلت قوات حلف (الحوثي – صالح) القصف بالأسلحة الثقيلة في مدينة تعز ومواقع أخرى؛ أصدرت اللجنة الثورية العليا (أعلى جهة في سلطة الانقلاب) تعميماً بمنع أفراد أسرة الرئيس السابق وأقاربه من الخروج عبر المنافذ البرية والبحرية، ووجَّهت بتفتيش المركبات خشية تخفِّيهم بين العائلات. ولم يصدر تعقيب فوري من الولاياتالمتحدة أو جماعة الحوثي بشأن محادثات في مسقط، لكن الناطق باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، أكد إجراءها. وقال بادي أمس إن قياديين من الجماعة يتشاورون مع مسؤولين أمريكيين في سلطنة عُمَان. وأبلغ وكالة الأنباء «رويترز» أن «حكومتنا لن تشارك في هذه الخطوة، لكن بلغَنا أن هناك لقاءات بطلبٍ من أمريكا، وأن طائرة أمريكية خاصة نقلت الحوثيين إلى مسقط». وإذا تأكد عقد الاجتماع فسيكون الأول بين الجانبين منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» العسكرية العربية في أواخر مارس الماضي. ويرفض الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الحوار مع المنقلبين عليه إلا بعد تنفيذ القرار الأممي 2216 الصادر عن مجلس الأمن والملزِم بإنهاء التمرد. وتطلَّع بادي إلى «تركيز هذه اللقاءات على الجهود الدولية لتنفيذ القرار 2216» الذي اعتُمِد في منتصف إبريل الماضي داعياً الانقلابيين والمناهضين لهم إلى إنهاء العنف فوراً ودون شروط. وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى صنعاء، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جدد الدعوة إلى عقد اجتماع بين الجانبين في جنيف بدلاً من اجتماعٍ سابق في المدينة السويسرية أُرجِئ إلى أجلٍ غير مسمى بطلب من هادي. وذكر ساسة محليون اجتمعوا مع ولد الشيخ أحمد أمس الأول في صنعاء أنه أبلغهم بأن «محادثات غير مباشرة تجري في مسقط بين وفد للحوثيين ومسؤولين أمريكيين بوساطة عمانية». وعلى الرغم من هذه المحادثات؛ أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأن عديداً من مواطنيه محتجزون داخل اليمن. وتعهد المسؤول بأن تبذل الولاياتالمتحدة ما في وسعها للإفراج عن المحتجزين. وأقرَّ بأنه «اطَّلع على مقالات تذكر أن عديداً من مواطنينا احتُجِزوا هناك مؤخراً». وإذ رفض الإدلاء بأي توضيح إضافي عن مكان وجود هؤلاء وهوية الجهة المختطِفة؛ شدد على أن «حماية المواطنين في الخارج هي الأولوية الرئيسة». وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها الأحد أن المتمردين المدعومين من إيران يحتجزون 4 أمريكيين على الأقل في سجن صنعاء. ووصفت جهود الإفراج عنهم ب «معقدة كون واشنطن ليس لديها قناة اتصال مباشرة بالمحتجِزين». ونقلت عن مسؤولين رفضوا كشف هوياتهم أن «3 من المحتجَزين موظفون في القطاع الخاص، فيما يحمل الرابع الجنسيتين اليمنية والأمريكية». ولم يتسن للصحيفة الحصول على معلومات في شأن طبيعة عمل الرابع، لكنها أكدت أن أياً من الأربعة لا يعملون لحساب الحكومة الأمريكية. في الوقت نفسه؛ لفتت «واشنطن بوست» إلى احتجاز أمريكي خامس لدى الحوثيين اسمه شريف موبلي «وكان حُكِمَ عليه قبل 5 أعوام في وقائع تتصل بالإرهاب». وأضافت أنه كان سيتم الإفراج عن أحد الرهائن في الأيام الأخيرة، لكن جماعة الحوثي عادت عن قرارها في اللحظة الأخيرة. بدوره؛ أوضح مسؤول أمريكي لم يكشف هويته أن المحتجَز المذكور كان اتُهِمَ بالبقاء في اليمن بعد انتهاء مدة تأشيرته وب «التوجه إلى مناطق حساسة». ميدانياً؛ تحدَّثت مصادر في مدينة عدن (جنوب) عن تحقيق المقاومة الشعبية تقدماً في حي الصولبان الواقع في منطقة خور مكسر وإجبارها مسلحي حلف (الحوثي – صالح) على التراجع. وسجلت المصادر أمس وقوع مواجهات بالأسلحة الثقيلة والدبابات في الصولبان (وسط المدينة) واستمرارها على مدى 6 ساعات، ما أسفر عن مقتل نحو 10 من المسلحين المتمردين و3 من عناصر المقاومة مع إصابة العشرات من الطرفين. وبالتزامن؛ تراجع المتمردون في محيط مطار عدن الدولي وحي العريش (شرق المدينة)، بينما أعلنت المقاومة العدنية عن خوضها مواجهات مسلحة في منطقة الجعولة. وقالت إنها «تخوض المعارك تحت لواء النصر العسكري»، وإن «مقاتليها بدأوا في تنفيذ عمليات حربية منظمة، وعمموا زياً عسكرياً موحداً»، فيما يقودهم عسكريون كان الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، سرَّحهم من القوات المسلحة. وربط موقع «المصدر أونلاين» اليمني بين معارك الجعولة وقطع المقاومين خط إمداد حوثي يمتد من عدة مناطق في عدن إلى المدينة الخضراء الواقعة شرقها «التي تعد معقلاً للتمرد ومركزاً للإمداد الحربي والتمويني». وفي أبين القريبة؛ قُتِلَ 7 مسلحين متمردين على الأقل في كمين مسلح نصبه المقاومون لهم أمس. وأكد موقع «عدن الغد» الحصيلة، وأفاد بأن «كميناً مسلحاً نصبته المقاومة الجنوبية في منطقة العرقوب التابعة لمحافظة أبين؛ أسفر عن مقتل 7 من عناصر الميليشيات أثناء مرورهم بآلية عسكرية من المنطقة». وأشار إلى هذه العملية باعتبارها محاولة لقطع الإمدادات بين مواقع الميليشيات في أبين. وفي الجنوب أيضاً؛ شاهد سكان محليون في مديرية نصاب التابعة لمحافظة شبوة الميليشيات المتمردة وهي تتقدم أمس في مديريتهم التي تبعد نحو 40 كلم عن مدينة عتق (مركز المحافظة). وأبلغ عددٌ من السكان موقع «عدن الغد» أن الميليشيات تقدمت في المديرية وانتشرت في عددٍ من جهاتها معززة بالدبابات والمدرعات. وردت المقاومة بخوض مواجهات مسلحة خلَّفت قتلى وجرحى بين الجانبين. وبيَّن شاهد عيان أن منزل القيادي في «مقاومة شبوة»، عوض الوزير، الواقع في نصاب اقتُحِمَ بواسطة الميليشيات. من جهته، ربط مصدر محلي بين محاولة السيطرة على المديرية و»مخطط الانقلاب للسيطرة على مناطق نفطية واقعة شرق عتق». في غضون ذلك؛ نفذ الحوثيون المتمركزون في تعز (جنوبي غرب) قصفاً بالأسلحة الثقيلة وقذائف الدبابات استهدف ساحة الحرية (وسط المدينة) والمنازل المحيطة بها أمس، كما استهدف حارة شعيب الواقعة في منطقة وادي القاضي القريبة وحي الضبوعة السفلى. وقدرت مصادر عدد القتلى والمصابين جراء القصف ب 5 قتلى على الأقل و60 مصاباً. كما دارت مواجهات بالقرب من جبل جرة بين المقاومة والمتمردين الذين حاولوا التقدم باتجاهه. ويعد الجبل أحد المواقع الاستراتيجية في تعز. شمالاً؛ حاولت جماعة الحوثي استرجاع منطقة الحشيفاء الواقعة في محافظة الجوف. واندلع على الإثر قتال عنيف مع المقاومة في منطقتي اليتمة (تابعة للجوف) والقعيف (شرق محافظة صعدة). وأبلغ مصدر محلي موقع «المصدر أونلاين» أن «المعركة اندلعت بعد محاولة التمرد استرجاع موقع الحشيفاء القريب من موقع الأجاشر؛ الذي سيطرت المقاومة في الجوف عليه خلال الأسابيع الماضية». ووصف الحشيفاء ب «آخر معاقل الحوثي في منطقة اليتمة»، مؤكداً أن المقاومين احتاجوا 4 ساعات لصدّ الهجوم عليه. في السياق ذاته؛ نسب «المصدر أونلاين» إلى شهود عيان قولهم إن المقاومين سيطروا على موقع زعبل التابع لمنطقة القعيف غرب اليتمة بعد قتالٍ بدأ ليل السبت – الأحد. وعلى صعيدٍ مختلف؛ أصدرت ما تسمى باللجنة الثورية العليا تعميماً بمنع أسرة وأقارب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، من الخروج عبر المنافذ البرية والبحرية. وألزمت اللجنة الثورية العليا، وفق التعميم، كافة المنافذ البرية والبحرية ونقاط التفتيش في جميع خطوط السير داخل البلاد ب «تفتيش جميع وسائل النقل بما فيها تلك التي تحمل عائلات» وب «التأكد من هوية المسافرين بصورة دقيقة». وأشار التعميم، الذي اطّلعت «الشرق» على نسخة منه، إلى تحميل اللجنة الأمنية التابعة للجنة الثورية العليا موظفي المنافذ كامل المسؤولية حال تمكن أفراد أسرة صالح أو أقاربه من الهروب. وتضع «الثورية العليا»، التي تشكَّلت في أواخر يناير الماضي، شعار جماعة الحوثي على بياناتها. ولم تعلِّق الجماعة إلى الآن على أنباء غير مؤكدة عن استقالة رئيس أركان القوات الجوية، العميد إبراهيم الشامي. وكانت مصادر عسكرية صرحت بأن الشامي استقال احتجاجا على وصفه ب «ممارسات الحوثيين داخل مقر القوات الجوية في العاصمة». واعتبر الشامي، وفقاً للمصادر، هذه التصرفات رعناء، واتهم مسلحين بمنع موظفيه من منتسبي القوات الجوية من الدخول إلى مقار عملهم، محذراً من عواقب وخيمة لترتيبات حوثية تقضي بنقل عددٍ من منتسبي القوات إلى محافظة حضرموت (شرق) في مهام قتالية. ونسبت المصادر إلى الشامي قوله في مذكرة الاستقالة «حاولت بكل ما أملك من طاقة وجهد احتواء تلك التصرفات الرعناء للحفاظ على ما تبقى ولملمة منتسبي القوة الذين تم طردهم من وحداتهم باستخفاف».