يصعب عليك أن ترى أباً في عزاء ابنه يبتسم والأصعب أنه يستقبل المعزين بأكاليل الورد التي كانت تطوق رقبته، غير أن والد الشهيد محمد العيسى أحد شهداء الاعتداء الغاشم الذي كان يستهدف المصلين في جامع حي العنود بالدمام يوم الجمعة الماضي. وأظهر الأب كل مشاعر الفرح في المكان الذي كان يعجّ بالمعزّين من الأقارب وأصدقاء الشهيد وعدد كبير من الوجهاء لتقديم واجب التعزية في شهادة ابنه ورحيله من هذه الدنيا يوم أمس عندما وصف العمل البطولي الذي قام به ابنه بجانب من كان معه من الشهداء لإنقاذ أرواح المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة داخل جامع الإمام الحسين بحي العنود بالدمام بأنه مفخرة له ولأسرته ولأقاربه لأنه كان في سبيل الله. كما أظهر والد الشهيد العيسى عندما تحدثنا معه رباطة جأش رغم الألم الذي كان يعصره من الداخل بفقدان فلذة كبده، وكان متماسكا ولم يدخل اليأس في نفسه وأبدى سعادة بالغة أمام الجموع التي توافدت لتعزيته وطالب الجميع تهنئته لأنه يحتفل بشهادة ابنه. والد الشهيد العيسى وصف ابنه الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الثاني بأنه إنسان خير في تعامله مع أقاربه. كان محافظاً على صلاته مهتما بتأدية واجباته والتزاماته تجاه أفراد عائلته باراً بوالده محبوبا بين أشقائه وشقيقاته.