يجمع معرض «ربيع القدس» للفن التشكيلي أعمال أكثر من عشرة فنانين من المدينة المقدسة خصصوا جميع لوحاتهم لإبراز جمال القدس والحياة فيها. واختار كل فنان المشاركة بثلاثة أعمال أو أربعة في المعرض الذي افتتح يوم أمس الثلاثاء في مركز «بلدنا الثقافي» التابع لبلدية البيرة؛ لتشكِّل معاً رواية لتراث المدينة وعديدٍ من معالمها. ويضم المعرض نحو 40 عملاً فنياً متنوعاً بين الرسم بالفحم والرسم بالألوان الزيتية والرسم والنقش بالخزف. ويجسِّد الفنان المقدسي عصام صباح في أحد أعماله «الانتفاضة الفلسطينية الأولى» من خلال مجسَّم ليدٍ تقبض على حجر وأخرى تقبض على مفتاح لمنزل قديم. وقال صباح بينما كان يقف أمام عمله الفني: «اليد معمولة من الجبس، أما الحجر فهو حقيقي، هذا تجسيد للانتفاضة الفلسطينية التي انطلقت عام 1987». وأضاف «هذا المفتاح الذي تقبض عليه اليد هو مفتاح حقيقي يعود لمخزن لعائلتي في القدس واستولت عليه إسرائيل وهو يرمز إلى النكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948». ووضع صباح إلى جانب هذه الأعمال رسمَي بورتريه أولهما للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والثاني لشاعر فلسطين الراحل محمود درويش، قائلاً: إنهما من رموز الشعب الفلسطيني ويختصران حكايته. وقدَّم الفنان عبدالجليل الرازم في أحد أعماله الفنية المشاركة في المعرض صورة للصراع على مدينة القدس. وقال الرازم لرويترز وهو يقف أمام لوحة فنية تظهر فيها مدينة القدس وحولها عديد من الأشخاص منهم من يحاول الصعود على سورها وآخرون يسقطون عنه «هذا هو الصراع على المدينة المقدسة». واختار التشكيلي طالب دويك أن يجسد إحياء ذكرى ما يطلق عليه الفلسطينيون «النكسة» حين احتلت إسرائيل ما تبقَّى من الأراضي الفلسطينية عام 1967. وقال دويك إن اللوحة فيها 67 شكلاً، كلٌّ منها يعكس شيئاً من فلسطين.. تراثها وأصناف الفواكه فيها وبعض معالم المدينة المقدسة يشكل عدداً منها الرقم 67 داخل اللوحة الفنية نفسها. واشتمل المعرض على لوحات تصور جانباً من التصاميم المعمارية في المدينة المقدسة، إضافة إلى أخرى لمناظر طبيعية فيها. وقالت رشا السرميطي من مركز الحياة للثقافة والفنون في القدس المشارك في تنظيم المعرض: «نسعى في المركز لإيجاد تجمع للفنانين المقدسيين وعرض أعمالهم أمام الجمهور الفلسطيني».