القدس المحتلة - رويترز - يروي الفنان التشكيلي الفلسطيني طالب دويك تاريخ وماضي القدس وحاضرها ومستقبلها عبر 36 لوحة فنية معروضة في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس. يقول دويك: «نحن هنا نعيش في سجن... يحيط بنا الجدار والحواجز من كل مكان والشباك نافذة للحرية فيكاد القمر أو الشمس لا يغيبان عن أي لوحة من لوحاتي التي تتحدث عن كل شيء في القدس، مدينتي ليست مجرد شعار بل رسالة قوية من كل سنتيمتر فيها يمكن رسم لوحة فنية». ويتنقل زائر المعرض بين لوحات فنية تجسد روح الحياة في المدينة بحزنها وفرحها فتراها في لوحات مضيئة تشع منها الحياة في أخرى تبدو حزينة ولكن يجمعها أن الجميع ينظر إليها أو يسير نحوها. ويوضح دويك انه لم يرسم أبداً لوحة يبدو فيها الناس يغادرون القدس بل هم دائماً نحوها. ويضيف: «حتى عندما حاصرها الجدار تلتقي الأيدي فوق الجدار وفي لوحة أخرى يتشقق الجدار ليبدأ الناس بالدخول من هذه الشقوق والسير نحو القدس التي تظهر بلدتها القديمة وما تحتضنه من أماكن مقدسة وبيوت قديمة». ويستخدم في رسم لوحاته الاكليريك والسليكون والزجاج الذي يلونه بأشكال تتناسب مع طبيعة اللوحة. ويرى دويك «انه على رغم الحصار والقهر الذي يعيشه سكان المدينة إلا أن الإيمان بالسلام لا يغيب عن معرضه»، فتظهر في إحدى اللوحات سيدة حامل بحمامة بيضاء ترمز الى السلام، والى جانبها لوحة أخرى لسيدة اتخذت من صورة القدس تاجاً لها وتحمل في يدها سنابل القمح. وكتب الناقد والفنان التشكيلي الأردني محمد أبو زريق في تقديمه للمعرض «تتضافر الحرفية والإبداع في لوحات طالب دويك وهذا واضح في ألوان الزجاج البارد الذي يستخدمه ولكن بأسلوب إبداعي استطاع تطويعها فنياً يسندها فهم لشروط اللوحة التي تميل الى للغنائية أحياناً والى الرمزية أحياناً أخرى، تأثر طالب دويك كفنان مقدسي بهذه الروحانية التي تشع من زهرة المدائن فرسم ووثق واستوحى أزقتها وشوارعها القديمة علاوة على قبتها وأقصاها وكنائسها ومعالمها التاريخية». ويأتي «شبابيك» في إطار احتفالات الفلسطينيين بالقدس عاصمة الثقافة العربية والتي خصص لها الفنان لوحة حملت الاسم ذاته تظهر فيها المدينة المقدسة بكل معالمها علماً أن إسرائيل ألغت العديد من الفعاليات الثقافية خلال العام الجاري بحجة انها تقام بدعم ورعاية من السلطة الفلسطينية. في المعرض الذي سينقل بعد أسبوع الى رام الله ثم الى بيت لحم وبعد ذلك الى الأردن بالإمكان الوقوف والتأمل لقراءة حكايات ترويها هذه اللوحات عن سكان القدس وزوارها وأماكنها المقدسة وما تعانيه من حصار.