على جدارٍ مواجه لمسجد القديح المغدور؛ رسم الشاب أحمد زهير مصحفاً يمسك به شخصان وتعلوه كلمة «لا للطائفية»، وفي الأسفل آية «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا» موقِّعاً باسمه وبعبارة «أخوكم من أهل السنة». وأثار الرسم ردود أفعال إيجابية لدى سكان البلدة، واعتبروه تأكيداً على تضامن مكونات المجتمع السعودي ضد الإرهاب الذي أوقع عشرات من ذويهم بين قتيل وجريح. وكان زهير (31 سنة) في طريق عودته إلى منزله في جدة حينما بثت وسائل الإعلام ظهر أمس الأول بياناً للملك سلمان بن عبدالعزيز يتعهد فيه بمعاقبة كل من تورط في تفجير المسجد. عندها قرر الشاب تحويل وجهته وذهب إلى القديح ل «أساهم بطريقتي في تأصيل فكرة نبذ الطائفية» ول «نؤكد أننا يد واحدة ضد التطرف ولن نسمح له بضرب مجتمعنا المتسامح». ورغم تحذير كثيرين له من هذه الخطوة بدعوى احتقان الأهالي بعد الحادث؛ يقول إنه وجد عكس ما سَمِعَ وإن السكان المحليين استقبلوه بالترحاب والكرم ليبدأ بعدها في تنفيذ مبادرته. ووقع اختياره على جدار مقبرة مواجهة لمسجد الإمام علي بن أبي طالب، واستغرق رسمه ساعةً من الزمن. وبعد فراغه من تصميم المصحف وكتابة كلمة «لا للطائفية»؛ اقترب منه أحد أبناء البلدة مقترحاً التوقيع بعبارة «أخوكم من أهل السنة». وأوضح زهير (معلم وأب لطفلين) أن ما فَعَله كان تعبيراً عن نبذ التطرف، وتعهد بأن يُطوِّع الفن التشكيلي في تحسين صورة المسلمين، كاشفاً أنه سيسافر قريباً إلى الولاياتالمتحدة لتصميم رسوم بهذا المعنى. وأبلغ «الشرق» أنه بدأ الرسم قبل نحو 18 سنة وأن والده كان يعارضه في البداية خصوصاً إذا رسم صوراً لوجوه نسائية، لكنه استمر في تنمية موهبته وتقدم للعمل في صحف محلية دون أن يحالفه التوفيق فاكتفى بالمشاركة في المسابقات. وفي شهر يناير الماضي؛ رسم لوحة للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وعنونها بعبارة «وين رايح» ليذيع صيته بعدها على وسائل التواصل الاجتماعي.