عظّم الله أجر أهالي شهداء القديح نحن نعلم أن الغلو يؤدي إلى التطرف ومنه إلى منهج التكفير، ونحن نعلم أن التكفير يؤدي إلى الخروج عن الدين وطاعة ولي الأمر وإباحة دم المسلم التي منها الأعمال الإرهابية للفرقة. ولا بد لنا كأفراد ومجتمع بكل أطيافه وأجناسه، أن ننبذ ما يفرق ونجتمع على ما يقرب، ومنها أن نحث على اللحمة الوطنية أينما كانت وكيفما كانت، ندين فيها الغلو والتطرف ومنهج التكفير وجميع الأعمال الإرهابية. فنحن أبناء هذا الوطن من بره وبحره ومن جباله وأوديته ومن هضابه وسهوله ندين وبشدة العمل الشائن الإجرامي الإرهابي الذي أتى على أهالينا في بلدة القديح من مسجدها بقيام أحدهم بتفجير نفسه ممن ضل عن سبيله لإيقاع الفتنة في المجتمع وإحداث أكثر الضرر وإراقة دم المسلم. فرحم الله شهداء أهالي مسجد بلدة القديح من هذا العمل الإجرامي مدركين جلل مصابهم مواسين جرحاهم، ونسأل الله لهم الثواب والأجر ولأهاليهم أجر الاحتساب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فما أراد فاعلو هذا العمل الشائن الإجرامي الإرهابي الذي تدينه كل الأديان والطوائف والملل والنحل، إلا الفرقة لكي تسود الفوضى ولكي يضطرب المجتمع فينقض على بعضه بعضاً فلا يكون إلا الشحناء والبغضاء ولا يتحكم العقل، فتضطرب معه الطبيعة الإنسانية البشرية، فينسى فيها المرء إسلامه وعروبته ووطنيته. ونقول لمن كان وراء هذا العمل، خسئتم فلن تستطيعوا أن تفرقوا بيننا والنيل منا، فنحن جسد واحد.. ومن أبناء بلد واحد. ومهما اختلفنا ومهما كان من تعدد نهجنا أو من قبائل وفصائل بلدنا نظل أبناء هذا الوطن ومن نسيجه.. جسد واحد. ولأعداء الأمة أينما كانوا نقول لهم سيكفينا الله شروركم وأفعالكم وحسبنا الله عليكم ونعم الوكيل. والحمد لله فبلدنا بلد الأمن والأمان، وهو برضا الرحمن موطن الإسلام وتحت قيادة حكيمة راشدة رشيدة، وتحت لواء وراية وكلمة واحدة، ولا يستطيع أن يفرق بلدنا كائناً من كان، أو أن ينزع منها لحمتها وأصالتها وعروبتها ويتمكن من زعزعة نسيجها. فلن تنالوا منا ولن تبلغوا مناكم ولن تحققوا مآربكم مهما سعيتم وقلتم وفعلتم. وما لنا في آخر حديثنا إلا أن نكرر أن عظّم الله أجر أهالي شهداء القديح، وقلوبنا كلها منفطرة ومعكم، ولمن أصيب منكم شفاه الله وربي يحفظكم ويرعاكم.