الكتابة ليست سهلة ولن تتاح لكل من هب ودب أن يكتب، بل هي عصارة فكر تتناول موضوعا معينا يريد الكاتب أن يوصل تلك الفكرة إلى المتلقي والقارئ. وبعض الكتاب بل كثير منهم لا يستطيعون إيصال ما يريدون إلى قرائهم وتذهب جل كتاباتهم سدى ومضيعة لوقت القراء. ما دعاني لهذه المقدمة ما نعانيه من قراءة بعض المقالات التي امتلأت بها الصحف الورقية والإلكترونية وبعض المواقع التي تخرج من المقال ولم تستفد شيئا، إما أن تكون فكرة مستهلكة وكثر تكرارها أو إسهاب في موضوع يستطيع القارئ إيصاله بعدة جمل لا أسطر، ناهيك عن امتلاء أوراق الصحف بتلك المقالات وقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أوتي جوامع الكلم؛ فكلماته يسيرات مختصرات لو شاء العادُّ أن يعدها لأحصاها؛ كما قالت عَائِشَة -رضي الله عنها-(لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ) الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه هو قدوتنا في كل شيء، والاختصار مهم جدا في المقالات ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، ولأن الوقت يجب أن نستثمره في المفيد فإننا نسأم من المقالات الطويلة والأفكار المتكررة، وبعضنا يقرأ الأسطرالأولى من المقال الطويل ثم يقرر هل يكمل المقال أو يتركه؟ طبعا المقال هو رؤية يقدمها الكاتب عن موضوع يختاره وتختلف أساليب الكتاب وطرقهم في إيصال الفكرة للقارئ، ولكن الإيجاز أهم ما في المقال، وكذلك لغة المقال المستخدمة ومواكبة الأحداث وتعميم المعارف النافعة بلغة سهلة وميسرة، لأن الكتابة فن والاختصار مطلوب.