اعتبر الدكتور حمزة الكمالي عضو مؤتمر الحوار الوطني وعضو مؤتمر الرياض أن حضور اليمنيين ومشاركتهم في هذا المؤتمر رغم وعورة الطريق وانقطاع الاتصالات، إلا أن هذه الأطياف الواسعة تغلبت على تلك العراقيل من أجل المشاركة، وهو يشكل أكبر انتصار للوحدة اليمنية. وأضاف في تصريحات ل«الشرق»: يعلم الجميع أن المخلوع علي صالح والحوثيين حاولوا اعلان دستور في صنعاء لكنهم فشلوا، ولم يحضر معهم سوى 5% ممن حضر هذا المؤتمر، وهذا في حد ذاته رسالة سياسية يجدر الإشادة بها، وورق سياسية تعتبرغطاءً شرعياً لأي عمل عسكري قادم سيتم دعمه سواء للمقاوةه أو قوات عسكرية مدربة. وأكد الكمالي أهمية دعم الرئيس هادي والحكومة الشرعية في تحويل الوثيقة (إعلان الرياض) إلى قرارات عملية، وتوقع الدكتور الكمالي أنه وبعد البيان الختامي سيتم تشكيل قيادة عسكرية وترتيب أوضاع القيادة العسكرية، مشدداً في الوقت نفسه على تنظيم الإغاثة للشعب اليمني ومعالجة المشكلات الاقتصادية وتأمين مناطق آمنة لإيصال المساعدات كي لا يتم قرصنتها. وأشار الكمالي إلى أن تشكيل الحكومة يجب أن يتم من خلال كفاءات تتجاوز الخلافات السياسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن اليمنيين لا يرفضون الحوثيين، ولكن يرفضون مَنْ يحمل السلاح ويكون مصدر تهديد للسلام سواء لليمن أو دول الجوار، وقال «سنكون الجدار الحامي لهم مثلما كانوا لنا ونرفض أن يكون أي أحد خنجراً في خاصرتنا أو خاصرة أي دولة شقيقة». وحول موضوع نزع الأسلحة من يد المواطنين بعد إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية، أوضح الكمالي: أن الأمر في غاية الأهمية، وشدد على ضرورة نزع كل الأسلحة المتوسطة والثقلية، خاصة ما يمتلكه الحوثيون من سلاح سواء بالسلم أو بالقوة؛ لأن الجميع يرفض أن تحمل أي جماعة سلاحاً داخل اليمن مثلها مثل تنظيم القاعدة إذا لم تكن أشد خطراً. من جانب آخر، قال الشيخ صالح البخيتي عضو مؤتمر الرياض رئيس منسقية المجلس الأعلى لقيادة التحالف الوطني إن هذا الاجتماع الوطني لم يسبق لليمنيين أن اجتمعوا بمثل هذا الحضور الكبير، الذي ضم كل أطياف وشرائح المجتمع اليمني السياسية والوطنية. وبيَّن البخيتي أن البيان الختامي كان محل إجماع على مخرجاته وتوصياته، ومن أهمها البدء بتشكيل جيش شعبي وطني والعمل على استعادة السلاح المنهوب من أيدي الحوثيين ومحاكمة الانقلابيين والعمل على دعم المقاومة والإغاثة، وحل أوضاع العالقين في مطارات العالم. وأضاف البخيتي في حديثه ل «الشرق»: نحن مع ما اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الرياض، ومنها تشكيل حكومة تستوعب الجميع باستثناء القتلة والانقلابيين، وهناك محاولة بائسة لجر اليمن إلى مؤتمر جنيف واحد بإشراك الحوثيين والمخلوع علي صالح وإشراك إيران، ونحن نرفض مثل هذا المؤتمر لما ينطوي عليه من مخاطر أهمها الالتفاف على مؤتمر الرياض ومخرجاته، وقال البخيتي: أجمع المؤتمرون في الرياض على عدم القبول بمؤتمر جنيف، وعدم القبول بخوض تجربة سوريا. وأضاف البخيتي ما سيحدث بعد مؤتمر الرياض هو توفير الإمكانات اللازمة لمواجهة الحوثي وقوات المخلوع علي صالح. ووجه الناطق الرسمي لحزب العدالة والبناء اليمني بليغ المخلافي، أصابع الاتهام إلى القوات اليمنية الحالية بأنها مبنية على الولاءات للأفراد وليس للوطن، الأمر الذي اعتبره مجحفاً في حق الوطن والمواطن اليمني على حدٍ سواء، ما نتج عن ذلك مشكلات عديدة طالت الوطن والمواطن على حد سواء. وبحسب ما قال المخلافي، فإن المرحلة القادمة للجيش اليمني سيُبنى على معايير وطنية لا حزبية أو انتماءات غير وطنية، التي تتمثل في الأفراد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن قوات صالح لا تمثل الجيش اليمني الأصيل، والميليشيات الحالية هي خارجة عن النظام والقانون ويجب عليها الالتزام به. وشدد على أن وثيقة الرياض ركزت على المرجعيات، التي اتفق عليها اليمنيون في المرحلة الماضية، وركزت على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، وشكلت الوثيقة اصطفاف سياسي يمني للمرحلة المقبلة، ولأي حوار تفاوضي مستقبلي يندرج تحت سقف وثيقة إعلان الرياض. مؤكداً أن وثيقة الرياض أساسية للفترة الانتقالية لليمن، وسيكون هناك عزل سياسي فعلي للحوثيين ما لم يلتزموا بوثيقة الرياض والقرارات الدولية، لافتاً في الصدد نفسه إلى أن المخرج الوحيد لليمن من أزمته الحالية الالتزام بالمسارين السياسي والعسكري على حدٍ سواء، وتطبيق مخرجات الحوار ابتداءً من قيام أقاليم، الأمر أيّده ممثلو القوى السياسية اليمنية لا سيما ممثلي حضرموت، بقيام دولة اليمن الاتحادية. بدوره استبعد مختار الرحبي السكرتير الخاص للرئيس اليمني والمستشار الإعلامي لدولة اليمن ما يشاع مؤخراً حول تنحي الرئيس اليمني عن السلطة الرئاسية وتسليمها إلى نائبه خالد بحاح، وقال: هذا الأمر عارٍ عن الصحة وهو صادر من مطابخ المخلوع والميليشيات الحوثية. وقال: مؤتمر الرياض جاء ليدعم شرعية هادي، ولا يمكن الحديث عن تنحي الرئيس ونقل السلطة في هذه الظروف الاستثنائية، خاصة أن المؤتمر سيأتي بنتائج إيجابية ويخرج بقرارات تنفيذية وليست حوارية، حيث إن جميع الأطياف اليوم موجودة، وسيتم على ضوء هذه القرارات بناء جيش وطني موحد، وسيتم الشروع في بناء الدولة وعودة مؤسسات الدولة، وعودة رئيس الجمهورية إلى اليمن، وعودة مؤسسات الدولة إلى اليمن وحول موقف سلطنة عمان من الملف اليمني، أعتقد الرحبي أن حيادية عمان مفيدة كي تكون جسر العبور مع الطرف الآخر وتقوم بدور المفاوض، من خلال ما نقرأ في المشهد اليمني حيادية عمان ليست عدائية لليمن وموقفها مواقف جيدة في اليمن ومساعدة للرئيس الشرعي، فهي إن لم تخدمنا سياسياً فلن تضرنا. وقال رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض عبدالعزيز الجباري إن مسؤولية تطورات الأحداث في اليمن ووصول نفوذ الحوثي إلى هذا الحد عائدة لجميع الأطراف وحكام اليمن، وأن هذا الأمر يجب أن يجعل كل الأطراف تقوم بمهمتها بشكل كامل ودون تنصل من المسؤولية بعدما «استغل الحوثي» الجميع على حد تعبيره. وأضاف: «نحن ننشد الدولة المدنية الديموقراطية، التي تكون عاملاً مستقراً لليمن ولدول الجوار ولا نقبل أن تكون دولتنا دولة غير إيجابية لدول المنطقة، مثل ما هو حقنا أن نطالب الخليجيين بالدور الإيجالبي في اليمن، فنحن نعتقد أنه على اليمنيين أن تكون الدولة القادمة والنظام القادم يراعي ويعمل من أجل مصلحة اليمن ومصلحة دول المنطقة، وألا يكون عاملاً غير جيد لدول المنطقة». وأشار الجباري إلى بعض النقاط، التي دارت في حوارات الجلسات المغلقة أمس مشكلة وجهات نظر مختلفة وهي: عودة مؤسسات الدولة إلى اليمن والتحرك من الداخل في المناطق التي لا يسيطر عليها الحوثيون، ومطالبة الرئيس اليمني بالعودة إلى اليمن. وأكد الجباري أن إعلان الرياض لن يكون بأي شكل انفصالاً في اليمن بين الشمال والجنوب، وقال: «لم نأت إلى الرياض حتى نتجزأ».