طالب الملتقى العلمي الرابع للتربية الخاصة في ختام أعماله التي استمرت 5 أسابيع في مدينة جدة، باستراتيجية سباعية لتعزيز جهود رعاية المعاقين ومواجهة الاحتراق النفسي الذي يعاني منه العاملون في مجال الإعاقة. وحذر الملتقى من عزوف أعداد كبيرة من الكوادر العاملة في مجال الإعاقة عن العمل مع المعاقين وذلك لتعرضهم إلى ما يعرف بالاحتراق النفسي نتيجة التأثيرات السلبية لضغوط العمل، كما نبَّه الملتقى إلى عدم وجود برامج تدريبية مؤهِّلة أو مطوِّرة لمهارات العاملين في مجال تأهيل ذوي الإعاقة تجمع المعلومات النظرية بالخبرات العملية. وقالت رانيا مسعد المدير التنفيذي لمركز رسالة أمل الذي نظم الملتقى بالتعاون مع «مركز المعرفة الشامل للتدريب» وبدعم من شركة تمر، إن مراكز خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة تتضمن 5 عناصر أساسية هي البرامج التأهيلية والترويحية، والتوعية المجتمعية، ورفع كفاءة العاملين لتقديم خدمات الرعاية والتأهيل، والرعاية الصحية والإرشاد والتمكين الأسري، منوهة بالدعم الذي تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية للمراكز العاملة في مجال الإعاقة العقلية والتوحد. مضيفة: «وإن كنا نطمح للمزيد حتى يتسنى لنا التركيز على تحسين مستوى الخدمات التي يحصل عليها أبناؤنا من ذوي الإعاقة حتى لا يضطر ولي الأمر للسفر بابنه للخارج». ولفتت إلى بعض التحديات التي تواجه العاملين في المجال وفي مقدمتها شعورهم بالاحتراق النفسي نتيجة ضغوط العمل العالية وضعف التقدم في علاج المعاق والشعور بالإحباط بسبب الأنماط السلوكية التي يتصف بها المعاقون. واقترحت ضرورة مساعدة المعلمين على إعداد أهداف واقعية وتوضيح أدوارهم وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن إحباطاتهم، وتدريبهم للتغلب على الضغوط وإدارة الوقت، وتطوير مهارات حل المشكلات وذلك من أجل مواجهة الاحتراق النفسي. وأشارت إلى أهمية تمكين الأسرة ورفع كفاءتها في اختيار الخدمات الملائمة لحالة ابنها، والتخطيط السليم لمستقبل هذا الابن في حدود قدراته وإمكاناته التي منحه الله إياها، من خلال توعية الأسر بشكل عام والأمهات بوجه خاص، موضحة أن البرنامج التدريبي تضمن عدة مستويات؛ الأول شمل بعض المفاهيم والتطبيقات عن الاضطرابات النمائية وأكثرها شيوعاً، والثاني التقييم وأدواته وإعداد البرامج الفردية وتصنيع الوسائل التعليمية، أما الثالث فتناول أشهر المقاييس والاختبارات والتدريب عليها من خلال الشرح النظري وورش العمل.