قال مسؤول في مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان بجنيف أمس إن 28 مدينة وقرية على الأقل تعرضت للهجوم في ولاية الوحدة المنتجة للنفط في جنوب السودان خلال قتال استمر نحو أسبوعين، وإن تقارير وردت عن عمليات قتل واغتصاب وحرق ونهب. وانزلق جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عام 2011 إلى صراع قبل 18 شهراً تقريباً بين قوات موالية للرئيس سلفا كير ومتمردين متحالفين مع نائبه السابق ريك مشار. وجدد الصراع خلافات عرقية بين قبائل الدينكا وقوات مشار، التي تنتمي أغلبها إلى قبائل النوير. وكانت الاشتباكات ضارية على نحو خاص في ولاية الوحدة، التي ينتمي لها مشار، حيث قالت الأممالمتحدة إن المساعدات الغذائية والطبية انقطعت عن 300 ألف شخص. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية في جنيف إن مرتكبي الهجمات جنود فيما يبدو من جيش جنوب السودان وشبان تم حشدهم «يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق كلاشنيكوف». وقال في مؤتمر صحفي «عندما يشتد القتال بين القوات الحكومية وقوات المعارضة يتحمل السكان المدنيون العبء الأكبر». وكانت الأممالمتحدة قد سحبت موظفيها من ولاية الوحدة، بينما قالت منظمة «أطباء بلا حدود» في الأسبوع الماضي إنها أغلقت مستشفاها في مدينة لير للمرة الثانية خلال عامين. وأضاف كولفيل أن توقيت الهجمات يسبب انزعاجاً بصفة خاصة، لأنها تأتي في وقت يزرع فيه الفلاحون محاصيلهم. وقالت حكومة جنوب السودان أمس إن متمردين يقفون وراء تفجر القتال واتهمتهم بالتخطيط لمزيد من الهجمات في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، وهما الولايتان الرئيسيتان المنتجتان للنفط. وقال فيليب أجير المتحدث باسم جيش جنوب السودان «كل القتال في أعالي النيل يدور حول المناطق النفطية». وأضاف أن المتمردين استهدفوا بنتيو المركز النفطي في ولاية الوحدة، وأن «نيتهم السيطرة على حقول النفط في تلك المناطق».وقال «القتال لم يصل إلى منطقة لير، ولا أعتقد أنه يجب على السكان الهرب»؛ لأن المدنيين غير مستهدفين.