يعاني طلابنا والباحثون باللغة العربية من قلة المعلومات على الإنترنت بسبب ضعف المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية. فقد صرح فائق عويس مدير الخدمات اللغوية والتعريب في شركة جوجل بأن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز %3. المشكلة ليست في النسبة وحدها، وإنما في عدم تناسبها مع عدد مستخدمي الإنترنت في البلدان العربية الذين يصل عددهم حوالي 140 مليون مستخدم. إذا تصفحنا الإنترنت باللغة العربية لا نجد سوى مشاريع استثمارية، وعديد من المواقع الخدمية كمواقع بيع السيارات، أو مواقع الزواج، ولكن مع الأسف لا نجد مشاريع هدفها صناعة المحتوى العربي. ومن مظاهر الضعف تكرار المحتويات، فإذا اخترنا موضوعاً معيِّناً لنبحث عنه في أحد محركات البحث، وفتحنا أغلب الروابط الظاهرة في الشبكة العنكبوتية، سنجد أن أغلبهم يضم نفس المحتوى تم نسخه من مصدر مجهول كما هو، ومن هنا ننبه إلى أن زر النسخ واللصق عامل يستخدم بشكل خطأ، والمسؤول عن هذا السبب هي الجهات الرقابية التي يجب عليها أن تضع قوانين وتشريعات صارمة تجبر الناس على التخلي عن انتهاك الحقوق الفكرية والعلمية. ثم إن اهتمامات الناس أصبحت عاملاً يحدد مجال المحتوى العربي، فكثير من المستخدمين العرب يستخدمون الإنترنت كوسيلة للترفيه، وهذا ما أكدته بعض الدراسات المهمة في عام 2012، إذ بينت أن استخدام الإنترنت في البلدان العربية من أجل الترفيه والألعاب يشكِّل النسبة الأكبر 61%، وتعد مواقع التواصل الاجتماعي من المواقع الأكثر استخداماً وتضم كثيراً من الناس بمختلف الفئات الفكرية والعمرية، ومن خلال تلك المواقع ينشر الأشخاص مقالات أو أخباراً لا يعلم مدى مصداقيتها، هذا إلى جانب الأخطاء الفادحة في حق اللغة العربية. فالأجيال المقبلة ستنتشر بينها لغة عربية ركيكة ذات أخطاء نحوية وإملائية كثيرة. علينا أن ننظر للمشكلة نظرة واقعية ونحللها إلى أجزاء، ونعمل على إصلاح كل جزء. من هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية كالمدارس، والجامعات، والمعاهد بنشر البحوث، والأعمال التي يقوم بها إما الطلاب أو الأساتذة، كما أن دور الفئات المثقفة في حل هذه المشكلة يعد مهماً جداً لمساندة المحتوى العربي من خلال نشر أفكارهم، وآرائهم في المجالات التي لديهم خبرات فيها، ولا بد علينا كأفراد أن نتعاون معاً يداً بيد، لنتجنب نشر الأخبار والمعلومات غير الدقيقة وغير معروفة المصدر، التي لا نعلم مدى مصداقيتها، لأن غير ذلك يولد الشائعات والنزاعات التي لا معنى لها. كما يجب علينا أن نبادر إلى استخدام اللغة العربية الصحيحة أثناء كتاباتنا على الإنترنت، سواء كانت رسالة، أو مقالة، أو بحثاً. جهودنا لمعالجة هذا الوضع دليل على رغبتنا في الاهتمام بالوصول إلى الرقي الاجتماعي والفكري والعلمي وكذلك الاقتصادي.