تبذل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية جهودًا حثيثة في دعم وإثراء المحتوى العربي من خلال ترجمة مجلات علمية عالمية وتطوير مشروعات وبرمجيات ونظم حاسوبية تخدم المحتوى العربي، وذلك لأن المحتوى الرقمي للغات الأمم يشكل مصدرًا أساسًا للمعرفة لبناء مجتمع قادر على المنافسة العالمية في العلوم والتقنية. وقد شرفت المدينة بالإشراف على تنفيذ مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها للنهوض بالمحتوى العربي كمًا وكيفًا؛ وذلك لقناعة المدينة بأن المحتوى العربي لا يتوقف بنهاية تاريخ معين بل هو مشروع مستمر ينمو ويتطور مع مرور السنين، كما أنه لا يخص جهة بعينها بل هو مساهمة جهات عديدة وتضافر جهود مختلفة، بهدف الحفاظ على ثقافة الأمة ومصادر المعرفة فيها وإثرائها بالجديد من العلوم والتقنيات المتقدمة وجعلها متاحة للمواطنين والقراء العرب. وأثمرت جهود هذه المبادرة عن ارتفاع نسبة محتوى اللغة العربية على شبكة الانترنت ليبلغ سبعة أضعافه مقارنة بما كان عليه عام 1429ه، فبحسب تقديرات شركة قوقل العالمية ارتفع المحتوى من (0.3%) عام 1429ه إلى (1.5%) عام 1431ه وإلى (2%) في العام 1432/1433ه، إضافة إلى تطوير عدد من النظم والبرمجيات المتعلقة بالمحتوى العربي، وأسهمت المبادرة في جعل المملكة العربية السعودية تتصدر الدول العربية في إثراء المحتوى العربي الإلكتروني على الإنترنت بنسبة (28%) من إجمالي المحتوى العربي الإلكتروني. وتجاوز عدد المصطلحات العلمية الموثقة في البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، الأربعمائة مصطلح بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية، وهي مصنفة حسب التخصصات العلمية ومتاحة للاستخدام العام على الإنترنت. وقامت مدينة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الناشر العالمي «شبرنجر» بنشر ثمانية أعداد من مجلات التقنيات الاستراتيجية، وتحرص المدينة على جعل المحتوى الذي تنتجه أو تدعم إنتاجه يكون متاحا للجميع على الإنترنت على موقعها الإلكتروني وذلك لتعم الفائدة للجميع من قراء اللغة العربية: http://publications.kacst.edu.sa. وأنجزت المدينة في هذا الجانب (70%) من مشروع المحرك الآلي للتعرف على الحروف العربية المطبوعة الذي يهدف إلى تطوير محرك للتعرف على صورة النص العربي وربطه تفاعليًا مع نظام معالجة صور النصوص ضوئيًا. كما أنهت المدينة العمل من مشروع تطوير النموذج الحاسوبي لاستخدام تقنيات الويب الدلالية في تمثيل التقابل الدلالي في القرآن الكريم بهدف دراسة مدى مناسبة تقنيات الويب الدلالية لتمثيل علاقة التقابل الدلالي لمفردات اللغة العربية ودراسة نمط جديد ومبتكر لتمثيل العلاقات الدلالية واقتراح خوارزميات جديدة للاستكشاف الآلي لعلاقة التقابل الدلالي في مفردات اللغة العربية. ومن ضمن المشروعات التي قامت بها المدينة لإثراء المحتوى العربي نظام التحليل النحوي للنصوص العربية المتاحة على الانترنت الذي تم الانتهاء منه ووضعه كنسخه تجريبية على موقع خاص به بعد تجهيزه بأحدث خوارزميات التحليل النحوي إذ يقوم بتحليل الجملة العربية نحويًا وتحديد وظائف الكلمات المكونة لها، كما أنهت العمل من مشروع نظام تفاعلي للتعرف على الأصوات العربية ونطقها الذي يهدف الى بناء نظام للتعرف الآلي على الكلام ونظام للقراءة الآلية للنصوص العربية. وترجمت المدينة أكثر من 2100 مقالة انجليزية من موسوعة ويكيبيديا ووضعت روابطها على موقع مشروع «ويكي عربي»، حيث أدت ترجمة هذه المقالات إلى زيادة محتوى الويكيبيديا العربية إلى أكثر من (4%) واستفاد منها أكثر من مليون متصفح، كما قامت المدينة باطلاق مشروعها الثاني باسم «ويكي عربي 2» الذي يهدف إلى المنافسة على مستوى العالم العربي وجامعاته. وأنهت المدينة مشروع تطوير محرك البحث العربي «نبع» الذي يهدف إلى تطوير نواة لمحرك بحث يدعم الخصائص المتميزة للغة العربية من خلال إضافة بعض خصائص معالجة اللغة العربية وتحديث الواجهات وزيادة عدد الصفحات المفهرسة وتطوير محرك بحثي فرعي متخصص بفهرسة الشعر العربي التقليدي. وتحرص المدينة على جعل البرمجيات التي تطورها مفتوحة المصدر، لذلك أنشأت برنامج البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر «متاح» الذي يهدف إلى نشر ثقافة استخدام البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر في المجتمع السعودي بالإضافة إلى المساهمة في تطوير نسخ من هذه البرمجيات الحرة التي تدعم اللغة العربية. وقامت المدينة بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتطوير بريد إليكتروني عربي يعمل بالعناوين العربية «رسيل» الذي يهدف إلى بناء موقع يقدم خدمة البريد الالكتروني بالعناوين العربية على الانترنت بشكل تجريبي ويقدم أهم الخدمات الأساسية المتعارف عليها في البريد الشبكي. وتعمل المدينة على تطوير عدد من النظم والبرمجيات الأخرى كبرنامج تفاعلي لتقويم رسائل الجوال العربية الفصحى والعامية «صافي»، الذي يهدف إلى التعرف على رسائل الجوال غير المرغوب فيها واستبعادها، ونظام للتدقيق الإملائي والتصحيح الآليين للنص العربي الذي يهدف إلى تصحيح الأخطاء الإملائية العربية بطريقة مبتكرة تأخذ في الاعتبار سياق النص، كما تعمل المدينة على تطوير نظام للتعرف الآلي على الكلام بهدف تحويل الموجات الصوتية إلى نصوص عربية مكتوبة، وكذلك نظام التوليد الآلي للكلام العربي الذي يقوم بتحويل النص العربي المكتوب إلى موجات صوتية بأصوات متعددة باستخدام تقنية أنموذج ماركوف الخفية.