أعلن التحالف العسكري لإعادة الشرعية في اليمن عن تدمير حملة الضربات الجوية على محافظة صعدة ومناطق حولها مقارَّاً ل 17 قيادياً في جماعة الحوثيين، وشدَّد على أن الحملة تحقِّق أهدافها المتمثلة في تدمير المقار القيادية والمعسكرات، لكنه رفض تأكيد أو نفي مقتل أيّ من هؤلاء القياديين، مجدِّداً تحذيره المدنيين من الوجود بالقرب من تجمعات المسلحين ومواقعهم العسكرية. وأبلغت قيادة التحالف وكالة الأنباء السعودية «واس» أن ضربات جوية مكثَّفة على صعدة دمَّرت بدءًا من السابعة من مساء أمس الأول وحتى ظهر أمس مقارَّاً لعبدالملك الحوثي في مناطق ضحيان وجبل التيس ومجز «كانت تحوي مراكز اتصالات ومستودعات أسلحة وذخيرة». وأكدت القيادة تدمير مقاراً ل 16 قيادياً آخرين في الجماعة المتمردة، وأوضحت أنها احتوت أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية وأن «معظمها يقع داخل أحياء سكنية ما دعا إلى تحذير السكان قبل بدء العمليات بوقتٍ كافٍ وتوفير ممرات آمنة لهم مع توزيع منشورات تحثهم على تجنب الأهداف». وكانت حملة ضربات جوية مكثفة بدأت في تمام السابعة مساء أمس الأول في محافظة صعدة خصوصاً مناطق صعدة القديمة وجبال مران رداً على استهداف مواقع في منطقتي نجران وجازان (جنوب المملكة) بالصواريخ خلال الفترة من الثلاثاء إلى الخميس الماضيين. ونقلت «واس» عن قيادة التحالف أن الغارات مستمرة وأن المقاتلات قصفت ظهر أمس تجمعاً مسلحاً في منطقة البقع (شرق صعدة) ومعسكراً في منطقة النظير (غربها) بعد التحقق من وجود مسلحين ودبابات في هذين الموقعين، فيما تحدث التليفزيون الرسمي السعودي عن «تدمير الضربات دبابات ومركبات عسكرية في البرقة» الواقعة بالمحافظة نفسها. في الوقت نفسه؛ جدَّدت القيادة دعوتها المدنيين إلى الابتعاد عن التجمعات الحوثية والمعسكرات، ولم تنفِ أو تؤكد وفاة أي قيادي من الذين دُمِّرَت مقارّهم، معتبرةً أنه مازال مبكراً تحديد ذلك. وقدَّرت مصادر محلية عدد الضربات التي شُنَّت على مواقع في محافظتي صعدة وحجة (شمال اليمن) يومي أمس الأول وأمس ب 100 ضربة جوية. ونشرت وكالة الأنباء «رويترز» الرقم، لكنها أقرَّت بصعوبة التحقق من مصدر مستقل. بموازاة ذلك؛ استهدفت مقاتلات التحالف مدرجاً للطائرات في مطار صنعاء وكتيبة الدفاع الجوية القريبة منه. ورصد سكان صاروخين استهدفا مدرج الطائرات، فيما فرضت الميليشيات حصاراً على قبيلة خارف في محافظة عمران لإرغامها على دعم جبهات القتال ب 50 مقاتلاً من كل قرية وألف ريال يمني عن كل فرد في القبيلة، بحسب مصدر قبلي. وأبلغ المصدر موقع «المشهد اليمني» أن من يسمُّون أنفسهم «أنصار الله» فرضوا حصاراً على «خارف» منذ أيام وطلبوا تزويدهم بمقاتلين للمشاركة في مواجهات مع المقاومة الشعبية في تعز والضالع وأبين ولحج ومأرب والجوف. وذكر أنهم طلبوا 50 مقاتلاً من كل قرية تسكنها القبيلة فضلاً عن دفع مبلغ ألف ريال عن كل فرد فيها لدعم الجبهات مهددين بملاحقة كل من شارك في القتال ضدهم قبل دخولهم المحافظة خصوصاً المنتمين إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح. ويتزعم «خارف» الشيخ جبران مجاهد أبو شوارب نجل الزعيم القبلي والقائد العسكري مجاهد أبو شوارب. وكانت القبيلة، التي تعد أحد بطون قبائل حاشد، وقعت اتفاقاً سُمِّي ب «الخط الأسود» وسمح للحوثيين بالعبور من قراها والسيطرة على عمران. وإلى الجنوب من العاصمة؛ تعرَّضت مواقع للمتمردين في منطقة السدة التابعة لمحافظة إب إلى ضربات جوية. ورصد موقع «المشهد اليمني» الإلكتروني 5 غارات جوية استهدفت مقراً لوكيل جهاز الأمن السياسي الموالي للانقلاب، اللواء عبدالقادر الشامي، في قرية سوادة التابعة لمنطقة السدة. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع. يأتي ذلك بعد نحو أسبوع على استهداف مقر في إب لنائب رئيس الأركان المتمرد على الشرعية زكريا الشامي. وعقب استهداف مقر عبدالكريم الشامي؛ سيَّر سكان في السدة مظاهرة لمطالبة الميليشيات بمغادرة المنطقة حتى لا تتعرض للقصف. إلا أن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على المتظاهرين ما أدى إلى سقوط جرحى، بحسب الناشط الإعلامي إبراهيم المجذوب الذي لفت إلى إطلاق مسلحين آخرين أعيرة نارية في الهواء لمنع السكان من التجمع بالقرب من مقر وكيل جهاز الأمن السياسي. في غضون ذلك؛ أعلنت المقاومة الشعبية في عدن (جنوب) عن طرد قوات حلف (الحوثي – صالح) أمس من حي دار سعد، فيما تواصلت الاشتباكات في أحياء خور مكسر وكريتر والمعلا في وسط المدينة. وأكد موقع «عدن الغد» الإلكتروني تقدُّم المقاومة في دار سعد، فيما نقل عن سكان مناشدتهم قوات التحالف قصف مواقع للتمرد في منطقة صلاح الدين (غرب المدينة). وأورد الموقع أن «المعارك التي مكَّنت من السيطرة على دار سعد شهدت سقوط قتيل وجريح من المقاومة»، وأشار إلى «التقدم في أنحاء الحي»، معلِناً اكتشاف أحد مراسليه الميدانيين «أنفاقاً في الحي حفرتها الميليشيات لتتمكن من التنقل من مبنى إلى آخر». بدورهم؛ دعا سكان في منطقة صلاح الدين التحالف إلى التدخل العاجل لاستهداف مواقع الحوثيين وقوات صالح «التي تقوم منذ فجر السبت بأعمال قصف عشوائي على منازل المواطنين»، بحسب «عدن الغد». وأفاد سكان في المنطقة بأن «القوات المتمردة تتمركز في عدة جهات بساحل عمران القريب وتنفذ قصفا عشوائيا ومكثفا على الأحياء»، مبدين تخوفهم من «وقوع مجزرة مشابهة لتلك التي ارتكبتها الميليشيات بحق المدنيين في منطقة التواهي» التي شهدت الأربعاء مقتل 50 مدنياً على الأقل بعد استهداف قاربٍ كان ينوي نقلهم عبر البحر إلى منطقة أخرى أكثر أمناً. وعلى جبهة لحج؛ اندلعت معارك عنيفة فجر أمس على الطرق التي تصل المحافظة بعدن. ونسبت صحف يمنية إلكترونية إلى مصادر في المقاومة قولها إن 90 متمرداً قُتِلوا في هذه المعارك وأن كتيبة دبابات في منطقة كرش التابعة للمحافظة استسلمت بعد هجومٍ شنه مسلحون بقيادة العميد الموالي للشرعية ثابت جواس. ولم يتسنَّ التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل. وغير بعيد؛ شنت المقاومة في محافظة الضالع هجمات على الحوثيين يومي أمس الأول وأمس تحت مسمَّى «عاصفة الضالع». وأفاد مصدر محلي بأن «هذه العملية استمرت 14 ساعة واستهدفت المتمردين في مدينة الضالع (مركز المحافظة) والبلدات المحيطة بها»، مشيراً إلى «إجبارهم على الانسحاب من مناطق الحياز والقراعي ولكمة الحجفر». ووفقاً له؛ قُتِل من الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح في هذه المواجهات 45 مسلحاً، في حين قُتِل من المقاومة 6 مسلحين وأصيب 15 آخرون. ونشر موقع «المصدر أونلاين» أرقاماً مشابهة. وفي شبوة (جنوبي شرق)؛ شنت مقاتلات التحالف عدة غارات على مواقع متفرقة في مدينة عتق (مركز المحافظة). وتركزت الغارات في نقطة الجلفوز شرق المدينة وكلية النفط الواقعة تحت سيطرة قوات التمرد، بحسب مصادر محلية. وعلى الأرض، اندلعت، وفقاً للمصادر ذاتها، مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية ومسلحي حلف (الحوثي – صالح) في منطقة المصينعة (جنوب عتق) ما أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وكان المتمردون أعلنوا أمس الأول عن سيطرتهم على المصينعة. وفي مأرب (وسط)؛ حاول وسطاء التوصُّل إلى اتفاق لوقف المواجهات المسلَّحة في المحافظة. ونسب موقع «المصدر أونلاين» الإخباري إلى مصادر قولها إن لجنة الوساطة وصلت مساء أمس الأول إلى مدينة مأرب (مركز المحافظة) وطلبت وقف إطلاق النار ابتداءً من الخامسة عصراً، إلا أن الميليشيات أطلقت 5 قذائف هاون بعد ذلك التوقيت لتتجدّد المواجهات مع المقاومة حتى مساء أمس. وقال الموقع إن «الوساطة تستهدف إيقاف إطلاق النار تمهيداً للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب الجارية بين الطرفين منذ أشهر». لكن مصادر شككت في استجابة قوات التمرد لجهود الوساطة أو التزامهم بأي اتفاق، مذكِّرةً ب «تاريخهم الحافل في نقض الاتفاقات». ووفقاً لهذه المصادر؛ فإن أي اتفاق هدنة شامل يجب أن ينص على خروج المتمردين من كامل مأرب. وغرباً؛ أُعلِنَ في إقليم تهامة الذي يضم 4 محافظات عن تشكُّل «المقاومة التهامية» ضد المتمردين. ودعا الكيان الجديد جميع أبناء الإقليم إلى النفير العام في محافظات الحديدة وريمة والمحويت وحجة لمواجهة الميليشيات واسترداد مؤسسات الدولة. وأصدرت «المقاومة التهامية» بيانها الأول، وجاء فيه أن «الكيل فاض بعد تمادي الميليشيات وحلفائها من أتباع الرئيس المخلوع في الجرائم والانتهاكات ضد أحرار الإقليم (..) قتلاً واعتقالاً وتشريداً». واتهم البيان الميليشيات ب «نهب المواد التموينية والمشتقات النفطية، ما أدى إلى شلل تام في عمل المؤسسات الحيوية للإقليم كالكهرباء والصحة؛ نتج عنه وفاة عديد من المرضى ومعاناة النساء والأطفال والعجزة بصورة كارثية». وحذَّر البيان من سمَّاهم «كافة أنصار الحوثي والموالين له» من أنهم «سيكونون أهدافاً مشروعة لعمليات المقاومة خلال الأيام القادمة». وذكَّر بأن «جماعتهم لم تستجب إلى صوت العقل أو إلى مطالبات المسيرات الجماهيرية الهادرة، بل جابهتها بالقمع والقتل والاختطافات القسرية كما حصل في الحديدة وحجة»، مؤكداً أن «المقاومة التهامية بدأت عملياتها بالفعل قبل أيام وأسقطت عشرات العناصر الإجرامية بين قتيل وجريح، وستستمر بوتيرة أكبر إلى أن تحرر كل مناطق الإقليم من سيطرة المتمردين». وفي تطورٍ مماثل؛ أفصحت قبائل ماوية التي تسكن تعز (جنوبي غرب) تأييدها المطلق للشرعية وجاهزيتها بالمال والرجال والسلاح للانضمام إلى صفوف المقاومة الشعبية في المحافظة التي تجدَّد القتال فيها ليل الجمعة- السبت. وأعلنت قبائل ماوية، في بيانٍ لها، عن رفضها القاطع لتحوُّل أراضيها إلى ممر لقوات حلف (الحوثي – صالح)، بينما تصدت المقاومة في مدينة تعز (مركز المحافظة) إلى هجومٍ عنيف شنه المتمردون بهدف السيطرة على منفذها الشمالي. وتحدثت مصادر محلية عن «صد المقاومين محاولة قوات عسكرية كبيرة السيطرة على شارع الستين الذي يعتبر المنفذ الشمالي للمدينة». وبيَّنت مصادر أخرى أن «المواجهات العنيفة تركزت في شارع الستين وأحياء كلابة وقرب مستشفى الثورة وحي الجمهوري وحوض الأشراف»، لافتةً إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وأبلغت هذه المصادر موقع «براقش نت» أن تبادلاً عنيفاً للقصف وقع بين الحوثيين المتمركزين في محيط قلعة القاهرة ومسلحي المقاومة المتمركزين في معسكر العروس في جبل صبر. وسيطرت «مقاومة تعز» قبل يومين على «العروس» وانتشرت في محيط الجبل الذي يعد ثاني أعلى جبل في شبه الجزيرة العربية. ولاحقاً؛ أفاد موقع «المشهد اليمني» ب»استعادة المقاومة التعزيَّة موقع مرتفع الإخوة بشكلٍ كامل بعد تدمير دبابة للمتمردين». ونسب الموقع إلى مصادر قولها إن اشتباكات مسلحة اندلعت أمس في الموقع بين صلاتي الظهر والمغرب وانتهت باستعادته من قِبَل المقاومة بعد ساعات من تمكُّن المتمردين من السيطرة عليه في هجوم مباغت. وتكمُن أهمية مرتفع الإخوة في إطلاله على شارع جمال وأحياء في وسط المدينة التي تعرف مقاومة شرسة للتمرُّد منذ أسابيع. ويأتي التصعيد الميداني للمتمردين في عدة محافظات قبل 72 ساعة تقريباً على بدء هدنة إنسانية مدتها 5 أيام. وأبلغت الرياض المجتمع الدولي أمس الأول أن الهدنة ستنتهي حال خرق جماعة الحوثي لها، لكنها لم تستبعد تمديدها حال صمودها، داعيةً إلى التجاوب معها وعدم استغلالها في إعادة تموضع القوات. سياسياً؛ بحث نائب رئيس اليمن، خالد بحاح، والمبعوث الأممي إلى هذا البلد، الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، كيفية استغلال الهدنة السعودية في إيصال مساعدات إغاثية إلى المتضررين. وعبَّر ولد شيخ أحمد، خلال لقائه بحاح أمس في الرياض، عن دعم الأممالمتحدة لوحدة وأمن اليمن واهتمامها باستكمال العملية السياسية وفقاً للقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي مؤخراً والملزِم بانسحاب الميليشيات من المدن التي اجتاحتها. في المقابل؛ أبدى نائب الرئيس تأييداً لجهود ولد شيخ أحمد وأبلغ بمساعٍ لإيقاف أعمال العنف وتحضيراتٍ لمؤتمر الحوار اليمني – اليمني المزمع عقده بعد أسبوع في العاصمة السعودية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» ببحث تحضيرات المؤتمر خلال اللقاء بين المسؤولَين. وكانت «سبأ» عادت صباح أمس إلى العمل؛ إذ أطلقت موقعاً إلكترونياً جديداً بعد أسابيع من سيطرة الانقلابيين على مقرها الرئيس في صنعاء وتسخير موقعها القديم لبث بيانات الانقلاب. وفور تدشينه؛ كشف الموقع الجديد للوكالة عن صدور قرار جمهوري من الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة مساعد المفتش العام لوزارة الداخلية، العميد عبدالكريم الدمشقي، ورئيس عمليات قوات الأمن الخاصة، العميد ناصر محسن الشوذبي، ومدير شرطة العاصمة، العميد عبدالرزاق المؤيد، وإبعادهم عن أي مهام أمنية «لإخلالهم بأداء واجبهم الأمني والوطني». وقضت المادة الثانية من القرار بإحالتهم إلى المحاكمة أمام القضاء العسكري. ومنذ بدء عملية «عاصفة الحزم» في 26 مارس الماضي؛ أقال هادي عشرات القيادات الأمنية والعسكرية بتهمة خيانة الشرعية الدستورية والتواطؤ مع الانقلابيين. وعيَّن الرئيس، الذي يقيم بصفة مؤقتة في المملكة، قيادات جديدة محلَّ المُقالَة. من جهتها؛ دانت نقابة الصحفيين اليمنيين ما سمَّته «حملات التحريض والاتهام التي تطال عدداً من العاملين والمتعاونين في وسائل الإعلام العربية والدولية»، متهمةً الانقلاب ب «محاولة إشاعة أجواء الخوف والانتقام». وأقرَّت النقابة، في بيانٍ لها، بأن عدداً من أعضائها باتوا غير قادرين على العودة إلى وطنهم «على خلفية ما تلقُّوه من تهديد بسبب آرائهم وتعليقاتهم ومواقفهم المعلَنة في وسائل إعلام عربية». وحمَّلت «القوى المهيمنة في الداخل مسؤولية اعتماد هذا النهج الذي يسعى لفرض هيمنة كاملة على جميع وسائل الإعلام».