شدد المشاركون في لقاء ثقافي أقيم ضمن فعاليات الصالون الثقافي في الجناح السعودي المشارك في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، مساء أمس الأول، على أن غرس عادة القراءة لدى الأطفال في سن مبكّرة جزء من استراتيجية متكاملة لتشكيل قاموس لغوي متكامل، موضحين أهمية الحرص على الحفاظ على الموروث الثقافي واللغوي لدى الطفل في سن مبكرة، وتخفيف الآثار السلبية لإيقاع الحياة السريع على تطوير القاموس اللغوي والفكري لدى الطفل، وتنمية مواهبه الإبداعية. وتحدثت المشرفة على المكتبات النسائية ومكتبات الأطفال في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فاطمة الحسين، خلال اللقاء عن مشروع «نادي كتاب الطفل»، مشيرة إلى أنه مشروع ثقافي تسعى المكتبة من خلاله إلى إيصال الكتاب المناسب للطفل وغرس عادة القراءة لدى النشء، ومبينة أن المشروع يهدف إلى توفير الكتاب الجيد للطفل، وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وبناء قدرة الطفل على الاختيار الجيد للكتاب، وكذلك التغلب على الصعوبات التي تحول دون وصول الكتاب إليه، وإكساب الطفل مهارة القدرة على اختيار الكتاب المناسب له. وعن كيفية اختيار الطفل للكتاب في النادي، قالت الحسين إن لدى «نادي كتاب الطفل» كتيبا يحوي على أكثر من ألف كتاب، يمكن الطفل من اختيار الكتاب المناسب له، مشيرة إلى أن النادي يستهدف الفئة العمرية من سن سنتين إلى 15 سنة. ونوهت بدور الأسرة في تعليم الأطفال وإكسابهم القيم والمبادئ الصالحة، وتشجيعهم لحب القراءة والاطلاع لتحفيز العقل وتنمية المهارات اللغوية لديهم. وأفادت أن المكتبة تسعى إلى إيصال الكتاب للطفل في جميع أرجاء المملكة، حيث يمكن التواصل وطلب الكتاب عبر موقع المكتبة الإلكتروني وذلك بعد الاشتراك بمقابل رسوم رمزية، مشيرة إلى أن ذلك بادرة إلى إنشاء مكتبة منزلية لدى الطفل. وتشهد فعاليات الجناح السعودي المشارك في المعرض، المقام حالياً في العاصمة الإماراتية، اهتماماً بالشباب والأطفال، إذ يتضمن برنامجه تنظيم عدة أنشطة ولقاءات، كان من بينها لقاء تحت عنوان «الشباب في البناء المتصل»، دعا إلى صناعة أساليب وآليات تؤدي إلى استثمار طاقة الشباب وقوتهم من خلال العمل، الذي يمتص أكبر قدر من البطالة، وتوفير أنشطة رياضية وتعليمية وثقافية وفنية واجتماعية، للنهوض بهذه الفئة الشابة والرفع من مستواها ومعنوياتها. وشدد مدير الشؤون الأكاديمية في الملحقية الثقافية السعودية في دولة الإمارات، الدكتور صالح الدوسري، المحاضر في اللقاء، على أن الشباب هم مصدر انطلاق المجتمع، ويملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، مشيراً إلى أن تناسي الشباب يوجه قدراتهم إلى أمور أخرى، محذراً من ظاهرة الإحباط عند الشباب. ودعا الدوسري إلى الابتعاد عن الخطاب التقليدي، وتجديد الخطاب التربوي لمواكبة انفتاح الشباب على الخطاب العاطفي الذي يقوده الصوت والصورة، والتقنيات الحديثة، لأن هذا الخطاب يمثل تأثيراً في هذا الكم الهائل من الثقافات المتجددة المؤثرة، مبيناً أن الخطاب التربوي المبدع يمنع الشباب من الانجراف وراء التيارات المضللة، بالإضافة إلى إنشاء المؤسسات الشبابية الحكومية والخاصة التي تظهر الاهتمام، والتنافس البناء في خدمة الشباب. واقترح الدوسري، عدداً من الحلول العاجلة لاحتواء الشباب وبناء مستقبلهم، منها تثقيف المجتمع بالتعامل الأمثل مع أخطاء الشباب، وضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها، وتفعيل النوادي الثقافية والرياضية داخل مراكز الأحياء والإسهام في إعداد القائمين عليها، بالإضافة إلى تكثيف النوادي الصيفية المعتمدة نظامياً ودعمها ووضع الخطط الإبداعية في ارتقائها، والعمل على تنظيم شامل للمخيمات الشبابية، وإعداد قنوات فضائية تهتم باهتمامات وهموم وتطلعات الشباب دينياً ونفسياً وثقافيا، والعمل على مواكبة المناهج الدراسية لجوانب التغير الاجتماعي، إلى جانب الوقوف بجانب الشباب المبتعثين وضرورة استثمار فترة دراستهم فيما يعود بالنفع لهم ولأوطانهم وأمتهم. كما تم في الجناح مساء أمس الأول تدشين برنامج «طاقات المستقبل»، وهو أحد البرامج التي تستمر للعام الثالث على التوالي في الجناح، ويستهدف شريحة النشء الشاب، ويعمل على استعراض ما يتميز به من طاقة يمكن استثمارها إيجابياً وتوجيهها، حيث يستعرض ضيوف البرنامج من خلال تنسيق مسبق بحضور عدد من المتخصصين في المجال الذي ما يتميز به الضيف ليتمكن من الاستفادة والتوجيه. واستضاف البرنامج في أول فعالياته، لجين عصابي، التي تحمل شهادة ماجستير في الحاسب الآلي، لاستعراض برنامجها الاجتماعي للهواتف الذكية والحاسوب، الذي يستهدف قضية الإعاقة السمعية، سعياً لدمجهم مع المجتمع، والطالب المبتعث في الإمارات، عبدالعزيز الجيزاني، لاستعراض تجربته في مجال تخصصه الإعلام الإلكتروني، وكذلك الطفل السعودي باسل الغامدي ذو الثماني سنوات، الذي يعد أصغر مؤلف استضافه الجناح السعودي بعد تدشين كتابه في منصة التوقيعات. وأوضح الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، الدكتور صالح السحيباني، أن مهمة البرنامج الذي أصبح ملتقى يجمع أصحاب التميز ومن يمتلكون طاقات كبيرة هي العمل على توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابياً كأفضل استثمار يمكن أن يؤدي إلى تقدم الوطن وتفوقه، والعمل على تهيئتهم لمستقبل أفضل وإيجاد قاعدة إنتاجية مبدعة مفكرة تأخذ بيد مجتمعها لمسايرة التطور السريع، مبيناً أن البرنامج أصبح مميزاً ضمن فعاليات الجناح في تفعيل دور وزارة التعليم الإيجابي وتوفير برامج من شأنها أن تنمي مهاراتهم، وترعى مواهبهم وتوجهها إيجابياً لخدمة الوطن.