أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، أن ما تحاوله وتسعى إليه جماعة الانقلابيين المعتدين الغاصبين في اليمن من محاولات للمساس بأمن الحدود الجنوبية لبلادنا، من أوضح الأدلة على ما وصلت إليه هذه الجماعة من يأس وإحباط، وأسلمها إليها ما منيت به من هزائم متكررة، وما نزل بساحتها من آثار منكية، وفشل ذريع في الوصول إلى مبتغاها. وقال في خطبة الجمعة أمس إن كل ما تفعله وكل ما تجترحه هذه الجماعة ما هو إلا ضرب من ضروب العبث الذي لن يجدي نفعاً، ولن يحقق لها أملاً، ولن يرفع لها رأساً، أو يقيم لها أساً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولا يزيد المعتدين عدوانهم إلا هزيمةً وبؤساً، ومن شهر سيف البغي قتل به نكالاً وبأساً، ذلك إنَّ بلاد الحرمين الشريفين بحمد الله لهي مأرز الإيمان، ومحتد الأمان، وستظل بإذن الله ، مرفوعة اللواء في وجه الأعداء، لا يُضعضع بنيان عزتها بغي باغٍ، ولا يزعزع عماد عزمها وحزمها طغيان طاغ. ولفت خياط إلى أن ما منَّ الله به على المملكة، ودول التحالف العربي الإسلامي لإنقاذ اليمن بتكلل «عاصفة الحزم»، بتحقيق أهدافها، وتتويجها «بإعادة الأمل» يبعث الروح في جنباته، ويضخ الدماء في عروقه. مشيراً إلى البذل السخي، والإغاثة المباركة، التي سنّت سُنتها، قيادة المملكة، ديار الحرمين الشريفين، داعيا الله أن يجزي قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أفضل الجزاء وأحسنه، يكتب له ولإخوانه قادة دول التحالف العربي الإسلامي من الأجر أجزله. وأوضح أن معركة الحق مع الباطل هي المعركة التي قضى الله ألاّ تَخْبُوَ نارُها ولا تخمد جذوتها ولا يسكن لهيبها، بل تظلُّ مستعرةً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، حيث إن هذه المعركة انتفاضةُ الخير في وجه الشر بكل صوره وألوانه، ومهما اختلفت راياته وكثر جنده، وعظم كيده وعمَّ خطره؛ ولذا فهي ليست وليدةَ اليوم، بل هي فصولٌ متعاقبة موغلةٌ في القدم، ترويها آيات الذكر الحكيم، ويبين الربُّ الكريم لنا من أنبائها، تبصرةً وذكرى للذاكرين، وهدىً وموعظةً للمتقين. وأشار إلى أن عظات التاريخ دلت وعبر الأيام، أنه كلما اشتدت وطأة البغي وتعاظم خطره، وتفاقم أمره واستفحل شره، كان ذلك إيذاناً بانحسار مدِّه، وخمود جذوته وتقهقر جنده، وإن من تمام اليقين بالله، وصحة التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه مع كمال الصبر واحتساب الأجر، ومعونة الإخوة في كل ديار الإسلام بكل ألوان المعونة والنصرة والمؤازرة: ما يبعث على قوة الرجاء في صد العدوان، وهزيمة البغي، والفرح بنصر الله الذي ينصر به من يشاء وهو العزيز الرحيم فالعاقبة دائماً للمتقين، والنصر والتمكين والغلبة للصابرين الصامدين، الذين يستيقنون أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً. وفي المسجد النبوي بالمدنية المنورة، حذَّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي من البدع وضررها على المسلم، مؤكداً أن المكلفين مأمورون بالتزام ما ينفعهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة ومنهيون عما يضرهم ويشقيهم في الدنيا والآخرة. وبيَّن أن النبي – صلى الله عليه وسلم – حذَّر مما يضاد الدين ويهدمه مستدلاً بحديث جابر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول في خطبته: «إن خير الحديث كتاب الله وخير الهُدى هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلاله». والبدع المظلة كفران بنعمة الإسلام وهدم للدين وشر على الأمة تفرق بين القلوب وتضعف الكيان وتشتت الصف ودمار على أصحابها وعلى المسلمين. وأوضح أن افتراق الناس شيعاً وأحزاباً لا يكون إلا بالبدع المظلة مورداً قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، وأن الله تعالى نهى أمة الإسلام عن البدع واتباع المبتدعين لقوله تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب عَظِيم). ومضى يقول: إن البدع المضلة خراب للعمران وإفساد للدين، ويعظم ضرر البدع المضلة إذا أهلها قوة يكيدون بها للإسلام وأهله وكل نكبة في أمة الإسلام فسببها من أهل البدع والمنافقين، فالمستقرئ للتاريخ والمتتبع لحوادث الأيام يرى مصائب الإسلام من أهل البدع المضلة وأول البدع خروجهم على الخليفة الراشد عثمان – رضي الله عنه – وقتله، وإذاقة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرارة الحياة وأوهنوا جيشه واستحلوا الدماء. وحذَّر المبتدعة من أن أهل الإسلام لن يتركونهم يغيرون في دين الله الذي رضيه للعباد وأصلح به العباد، مبيناً أن من واجب ولاة الأمر والأمراء والعلماء والعامة، كف خطر هؤلاء وشرهم وحماية الأمة وحفظها من البدع والمبتدعة. وقال إن من واجب ولاة الأمر الأخذ على أيديهم وكفهم بقوة السلطان، وأما واجب العلماء فهو البيان والتحذير من البدع وإظهار الحجج على بطلانها وإبلاغها للأمة، ومن واجب العامة هجر المبتدع ولا يسمع منه بدعته ولا يتبع ما يدعو إليه.