كشف أمين عام اللجنة الأولمبية السعودية، السابق محمد المسحل أنه استقال من جميع المناصب التي كان يشغلها، بسبب رغبته في التغيير ومنح الفرصة لآخرين، إلى جانب ظروفه الخاصة التي تمنعه من البقاء ومواصلة العطاء، مشددا على ضرورة إبعاد كل من ليس له علاقة بالرياضة عن المناصب المهمة والاستعانة بالكوادر المتخصصة، حتى تتواصل مسيرة الإنجازات الرياضية. وقال المسحل في حواره مع «الشرق»: «من واقع تجربتي أرى أن الرياضة السعودية تحتاج إلى كوادر أكثر تخصصا وتنظيما، وكذلك إبعاد البيروقراطية عن العمل الرياضي»، معتبرا أن التغييرات التي شهدتها الرياضة السعودية في الفترة الأخيرة ستكون لها تأثيراتها الإيجابية، مطالبا بألا تطال هذه التغييرات الخطط الاستراتيجية حتى لا تهدر الموارد المالية، التي صرفت من أجل وضع هذه الخطط. وتأسف المسحل على أوضاع نادي الاتفاق، مبينا أن النادي يمر حاليا بفترة جمود وحالة عدم تغيير، ما تسبب في ابتعاد عدد كبير من أعضاء الشرف والداعمين، مؤكدا أنه سيكون ضد الانتخابات التي يشهدها النادي حاليا في حال أفرزت أحقادا شخصية ومشكلات تؤثر سلبا على مستقبل النادي. وتطرق المسحل إلى مشاريعه المستقبلية، كما تحدث عن عديد من القضايا المتعلقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ومنها تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وغيرها من الملفات في هذا الحوار. * ما هي أسباب استقالاتك من جميع مناصبك باستثناء منصب نائب رئيس لجنة الدورة الرياضية؟ -أرى أنه من الصحي أن يخدم الإنسان أربع سنوات في مجال من المجالات، ويترك الفرصة لغيره، وإذا سنحت له فرصة مرة أخرى بعد سنتين أو 3 فحينها بإمكانه أن يرجع ويجدد نشاطه، ولكن ليس من الصحي أن يبقى الإنسان في منصبه أكثر من أربع سنوات إلا إذا كان لديه الجديد، إلى جانب أن لدي ظروفا شخصية كثيرة تحتم علي عدم البقاء والعطاء كما كنت في السابق ، ولا توجد أي أسباب أخرى بخلاف ما ذكرته. * وكيف تقيم ما قدمته خلال السنوات الأربع التي عملت فيها؟ -لا أخفيك أنني استفدت كثيراً على المستوى الشخصي من هذه التجربة، ولكن من الصعب أن أقيم عملي، وأترك لغيري لتقييم ما فعله محمد المسحل سواء في إدارة المنتخبات أو اللجنة الأولمبية، وعموما أشعر أنني استفدت وطورت عملي كثيرا، ومن واقع تجربتي أرى أن الرياضة السعودية تحتاج إلى كوادر أكثر تخصصا وتنظيما، وتحتاج كذلك إلى إبعاد كل من ليس له علاقة بالرياضة والمهنية، وإبعاد البيروقراطية عن العمل الرياضي. *شهدت الرياضة السعودية تغييرات كبيرة خلال الفترة التي عملت فيها.. فما تعليقك؟ - التغيير دائما ما يكون له جوانب صحية، ويفترض أن يكون التغيير إلى الأحسن، ولو تكلمنا عن الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالتغيير كان له إيجابياته وفي المقابل كانت هناك نتائج سلبية، ويجب إعطاء الفرصة للجميع ليتم تعديل مسار الرياضة، وأعتقد أن أغلب التغييرات كانت في مسارها الصحيح، وإن كنت أتمنى في حالة حدوث أي تغييرات ألا تشمل هذه التغييرات الخطط الاستراتيجية، لأن تلك الخطط يفترض أن تستمر، وتغييرها يربك العمل ويحد من التطور، ويجب أن تكون الخطط الاستراتيجية الموضوعة متفقا عليها لعدة سنوات، لا أن تتغير كلما تغير الشخص، فأي تغيير في الاستراتيجية يعني استهلاكا للموارد المالية وضياعا للجهود التي بذلت. * ولكن نلاحظ أن الكرة السعودية ابتعدت عن الإنجازات وبالذات المنتخب الأول، وسط كل هذه التغييرات..ألا توافقني الرأي؟ – لا أوافقك في هذا الرأي، لأن نظرتي للعمل الرياضي لا تقتصر على المنتخب الأول بل للفئات السنية من البراعم وما فوق، وإذا ركزنا فقط على المنتخب الأول فسنكون اختزلنا الحركة الرياضية كلها في منتخب واحد، وهذه نظرة ظالمة، لأنه ربما يكون لديك منتخب جيد ولكن ليس لديك عمل جيد في الرياضة، بل وتجني عمل من سبقك، وقد يكون عملك ممتازا وتأتي وتجني مشكلات من سبقك، وما نريده أن يكون عملنا من القاعدة بحيث نضع برامج للفئات السنية من براعم وشباب وأولمبي ونتعامل معها، ومن ثم نرى النتائج في المستقبل على المنتخب الأول، وهكذا، وهذه هي الطريقة الصحيحة في العمل، خصوصاً أن المنتخب الأول بعد عدة سنوات لن يكون لاعبوه موجودين، فمن الأفضل أن نتحدث عن منتخبات لها عمر افتراضي كبير بدلاً من الحديث عن منتخب له من العمر الافتراضي ثلاث سنوات. *وما تعليقك على تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في شؤون الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ – هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم، بل كانت له تدخلات سابقة سواء على مستوى الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الاتحادات الخليجية، وهذا الأمر من ضمن مهامه، وهو يتدخل متى ما احتاجه أي اتحاد، وعلى فكرة «فيفا» لم يتدخل في شؤون الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل طلب منه التدخل وقام بواجبه تجاه الاتحاد السعودي، وطالما لم تصدر أي شكوى أو مخالفة واضحة. فالاتحاد الدولي لا يتدخل، ومن الأفضل تدخله حتى لا تتفاقم المشكلات في أي اتحاد وهذا أمر طبيعي وصحي، وعموما التغيير الذي حدث في الاتحاد السعودي تتمخض عنه مثل هذه الأمور، لأننا وجدنا تغييرات كبيرة على مستوى الاتحاد من الانتخابات ومن رئيس الاتحاد، وفي أي تغييرات تحدث أمور، وإن كنت أرى أن إيجابياتها أكثر من سلبياتها. * وكيف رأيت دخول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم؟ - أحمد عيد اسم عريق في كرة القدم السعودية، ولم أفاجأ بأن يحصل على هذا المقعد. وهناك أناس كثيرون أقل منه في التاريخ الرياضي وحصلوا على مقاعد في الاتحاد الآسيوي، فمن الأولى أن نجد شخصا مثله في هذه المناصب، وهو واثق من أنه سيخدم الكرة السعودية ويمثلها من خلال هذا المقعد. * بعد ترجلك الآن من اللجنة الأولمبية.. أين ستكون وجهتك المقبلة؟ الآن لدي مهام كثيرة ومنها عضو في المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي، ورئيس لجنة التعليم في المجلس الأولمبي الآسيوي، ولدي أيضاً مشاريع رياضية خاصة سترى النور قريبا، وهي مشاريع استثمارية شبابية ورياضية ولها بعد اجتماعي، ولا أريد أن أفصح عن تفاصيلها الآن وستنطلق من المنطقة الشرقية وبعدها إلى مناطق أخرى. * عشقك القديم المتجدد الاتفاق.. كيف تقيم وضعه؟ - الاتفاق مع الأسف يواجه جمودا وحالة عدم تغيير، وهذا الجمود أدى إلى ابتعاد كثيرين عن دعم النادي، وتسبب في الخلافات وابتعاد أعضاء الشرف. واللاعبون بشر يتأثرون بما حولهم وهذا ما أدى إلى تراجع نتائجه في الفترة الأخيرة، وعموما أنا ترعرعت في هذا النادي، وما أتمناه أن يعود كما تعودنا عليه. وكثيرون يتفقون معي في هذا الأمر، لأنه ناد محبوب من الجميع، ودائما ما نجده الخيار الثاني لأي مشجع بعد ناديه الأصلي حاله كحال نادي الوحدة، ولو عملنا استبيانا سنجد كل مشجع سعودي تقريبا سيضع الخيار الأول ناديه وفي الخانة الثانية إما الاتفاق أو الوحدة، وإذا كان الاتفاق في الدوري الممتاز فإنني واثق من أنه سيحصل على أكثر النقاط جماهيرية في المملكة. * هناك منافسة على الرئاسة بين عبدالعزيز الدوسري وخالد الدبل على رئاسة الاتفاق، وربما تظهر أسماء أخرى في الأيام المقبلة.. فكيف تنظر إلى هذه الانتخابات؟ -أتمنى أن من يدخل انتخابات الاتفاق تكون له النية إذا لم يفز برئاسة النادي يبادر إلى تهنئة الفائز ولا يكون هناك انشقاق، وإذا كان المبدأ إذا لم أفز فسأسعى إلى التخريب على الفائز فهذا أمر غير مقبول وغير حضاري، وما أتمناه أنه إذا فاز خالد الدبل فعلى عبدالعزيز الدوسري الوقوف معه وأن يبارك له والعكس كذلك، أما إذا كانت هذه الانتخابات ستفرز أحقادا شخصية ومقاطعة فأنا ضدها، وأتمنى أن تحل بطريقة أفضل، وإن كان هذا الكلام متأخرا. * هل تؤيد مقولة «أقوى دوري عربي هو الدوري السعودي»؟ – أعتقد أن الدوري السعودي أقوى دوري عربي من الناحية الإعلامية، فكما يقال أن أقوى دوري أوروبي من الناحية الإعلامية هو الدوري الإنجليزي، لكن إذا تقابلت الكرة الإنجليزية مع الكرة الألمانية نجد أن الكرة الألمانية تفوز بالثلاثة والأربعة مع الرأفة، وإذا تقابل أفضل ناد سعودي مع ناد جزائري أو مغربي على أرضه ستجد من الصعوبة أن نتغلب عليه، والدوري السعودي ليس سيئا فنيا، ولكن بإمكانه أن يكون أفضل بمراحل مما هو عليه الآن، وينبغي أن يكون هناك اهتمام في الأندية بالفئات السنية حتى تتطور الكرة السعودية أكثر. *رأينا في الأيام الماضية توصية من مجلس الشورى لمحاربة التعصب الرياضي..فماذا تقول؟ -ما قام به مجلس الشورى في مثل هذه التوصية لفتة جميلة ومطلوبة ويجب تفعيلها بشكل قوي، لأننا بدأنا نشاهد ملامح تعصب وعنصرية وعنف في الملاعب، ومجلس الشورى كجهة تشريعية لابد أن يتدخل لمحاربة مثل هذه الأمور قبل أن تتحول إلى ظواهر.