مما لا شك فيه أن الطلاق بات يحطم أرقاماً مخيفة، يصل إليها يوماً تلو الآخر، وذلك سبَّب قلقاً في الشارع العام. التقنية الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، بلا شك كانت أحد أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار الطلاق، نظراً لسهولة التواصل مع العالم، وعديد من الأشخاص. يلجأ بعضهم إلى استخدام هذه التقنية من أجل القضاء على الملل، أو من أجل التعارف، أو من باب الفضول، لكن الاستخدام المفرط، وغير المتبوع بتفكير، وتأنٍ، ودراسة لما قد يسببه هذا الاستخدام السيئ، هو ما وصل بالحال إلى الوقوع في هذه الأزمة، حيث يعد أحد أبرز أسباب الطلاق. في دراسة استطلاعية هي الأولى من نوعها، قامت بها الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود بعنوان «التأثير السلبي للإنترنت على مشاكل النزاع الأسري الذي يؤدي إلى الطلاق»، بيَّنت أن 57.4% من عيّنة الذكور «الأزواج المطلقون»، و63% من عيّنة الإناث «الزوجات المطلقات» كان الاستخدام السيئ للإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، سبباً في حدوث الانفصال بينهم. وفي استبيان لأحد المواقع أظهر أن نحو 17% من الأزواج قالوا إنهم يتشاجرون يومياً على «شيء ما» وجدوه على الصفحة الشخصية للشريك على الإنترنت. مراكز الحلول والاستشارات الزوجية بدأت العمل، والتحرك من أجل رفع نسبة الوعي حول هذا الأمر، وحول الطلاق نفسه، وأضراره على المجتمع، ومستقبل الأبناء، كما تعمل على نشر الثقافة الزوجية القوية، والتأكيد على قدسية الزواج، وضرورة عدم التهاون في استخدام التقنية الحديثة بشكل خاطئ، أو بطريقة من شأنها أن تؤثر على هذا الكيان العظيم.