لا نجد نشاطاً يدعو للإعجاب لدى المرور السعودي فكل شيء يتطور تقريباً في بلدنا العزيز إلا هو حيث لا يزال غائباً عن الساحة، فرغم حسن قيادة الأمريكيين للسيارات إلا أن سيارات المرور منتشرة بينهم بشكل يلفت النظر بعكس ما هو موجود عندنا ولهذا فلعلّ المرور ينتبه إلى ضرورة نزول رجال المرور المؤهلين إلى الشوارع وإيكال أغلب الأعمال المكتبية والإدارية للموظفين المدنيين بدلاً من بقاء العسكريين المؤهلين في المكاتب، مع ملاحظة أن كثيراً من العسكريين الجالسين في سياراتهم في الشوارع تحدث أمامهم بعض المخالفات المرورية وهم لا يحركون ساكناً وهذا يعني أن كثيراً منهم مشغولون بجوالاتهم في تصفح الشبكات الاجتماعية أو متكاسلون فقط عن اللحاق بالمخالف. أحياناً نواجه ازدحاماً في أحد التقاطعات سببه قلة الوعي وقد نسمع أثناء ذلك أصوات المنبهات والصراخ المزعج من بعض السائقين ولا أحد منهم يعرف السبب وأظن أنه يمكن التخفيف من حجم المشكلة فيما لو وضعنا لوحات عند الإشارات مكتوباً فيها (لا تتقدم بسيارتك إذا كان التقاطع مزدحماً حتى لو كانت الإشارة خضراء)، وقد شاهدت مثل هذه اللوحات التوعوية في الولاياتالمتحدة ونحن أولى بها. هناك صنف من السائقين يحتاج إلى مراقبة وعقاب وهذا ما لم يحدث لهم حتى الآن، وهم نوعان: نوع يغلق بسيارته المسار الأيمن القريب من الإشارة ويحرم بذلك عشرات السيارات من الانعطاف يميناً، والنوع الثاني يأتي مع نفس المسار الأيمن ثم ينحرف يساراً ويتوقف أمام السيارات كلها، ولأنه لم يعد يرى إشارة المرور فهو يقف ببرود حتى بعد انبثاق النور الأخضر ويعطل الناس ولا يصدق أنها خضراء حتى تسبقه بعض السيارات. هذان النوعان يحتاجان من رجل المرور إلى تصرف حازم ومستمر لا ينتهي بعد انتهاء حملات المرور الدورية، ويكفي فيه أن يجبرهما على الانعطاف يميناً عقوبة لهما وردعاً لأمثالهما. هناك كثير من السيارات التي تقف خلف سيارات متوقفة مما يستوجب سحبها ليتعلم أصحابها الأدب واحترام الآخرين ولا بأس أن يدفع المخالف أجور السحب. أصحاب الاحتياجات الخاصة لابد من أن تحمل لوحات سياراتهم رمزاً يدل عليهم بحيث يمكنهم إيقاف سياراتهم في المواقف القريبة المخصصة لهم، ويجب بعد ذلك سحب أي سيارة لا تحمل ذلك الشعار. لابد أيضاً أن ينتبه رجال المرور لمخالفات الوقوف التي تحدث أمام بوابات السوبر ماركت فأصحاب تلك السيارات يتركون المواقف القريبة المخصصة للوقوف ويتسببون بذلك في زحام وتباطؤ لحركة المرور أمام البوابة. ختاماً نأمل أن يكون المستوى القادم للمرور أفضل من المستوى الحالي، وهذا يمكن أن يتم بمشيئة الله ثم بعزيمة الرجال.