لم يكن سيد أحمد غلام المتهم بالتخطيط لاعتداء على كنيسة فرنسية إلا طالباً حائزاً على منحة تعليمية أمضى مراهقته بين فرنساوالجزائر، لكنه لفت انتباه أجهزة الأمن حين بدأ يُظهِرَ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ميولاً للالتحاق بالمتشددين. ويواجه غلام، الذي أعلنت الشرطة الفرنسية أمس عن توقيفه، اتهاماً بالتخطيط للاعتداء على كنيسة في إحدى ضواحي باريس بعدما وجد المحققون خططاً مفصَّلة في مسكنه فضلاً عن مجموعة من الأسلحة ووثائق تشير إلى تنظيمي «داعش» و«القاعدة». واعتُقِلَ الشاب بالصدفة الأحد الماضي بعد أن أجرى اتصالاً بالإسعاف ليقول إنه أصيب برصاصة في قدمه أثناء تعرض منزله للسرقة. لكن أنشطة طالب المعلوماتية جعلته محط أنظار الأجهزة الأمنية لتفتح ملفاً خاصاً به. وتذكر الشرطة أيضاً أن الأدلة تبيِّن تورط الشاب ذي ال 24 سنة في جريمة قتل أوريلي شاتلان (32 سنة) التي عُثِرَ على جثتها داخل سيارتها مطلع الأسبوع الماضي. وأفادت الشرطة أنه «تم العثور على جثة شاتلان وعلى الحمض النووي للشاب فضلاً عن دماء على ثيابه، كذلك فإن الرصاصة التي قتلت الشابة مصدرها إحدى أسلحته». وانتقل غلام ووالدته إلى فرنسا عام 2001 للالتحاق بوالده في مدينة سانت ديزيه شرق البلاد، لكنه اضطر للعودة إلى الجزائر بعد عامين وهو في ال 11 من العمر بسبب عدم حيازته كافة الوثائق القانونية اللازمة لإقامته في الأراضي الفرنسية. وفي سن ال19؛ عاد غلام ليكمل تعليمه في مدينة رانس في الشمال ثم في باريس حيث أقام في سكن للطلاب ولم يلفت انتباه جيرانه كثيراً. ويقول أحد الموظفين العاملين في المهجع «إنها المرة الأولى التي نسمع حديثاً عنه منذ أن سكن في الشقة، لم يحدث يوماً أي أمر غير طبيعي، وكان يدفع الإيجار باستمرار». غير أن موقع «فيسبوك» يُظهِر رواية أخرى «إذ أن غلام لجأ مثل مئات الشباب غيره إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رغبته في السفر إلى سوريا والانضمام إلى المتشددين»، بحسب ما قال مصدر في الشرطة. وخلال 16 شهرا من الرقابة لم تجد الأجهزة الاستخبارية أي أدلة واضحة ضده تسمح لها بإطلاق تحقيقات أوسع بشأنه، بحسب ما أعلنت الحكومة الفرنسية أمس الأول. وبالرغم من عدم وجود سجلات إجرامية لغلام؛ أفاد مصدر في الشرطة بأنه تورَّط في اعتداء في أغسطس 2013 قبل أن تسحب الضحية الشكوى ضده. ووفقاً للمدعي المسؤول عن التحقيق في قضية الاعتداء المفترض على الكنيسة؛ فإن «غلام كان على اتصال مع شخص قد يكون موجوداً في سوريا طلب منه بوضوح استهداف كنيسة بشكل خاص». وجرت عدة عمليات دهم واعتقالات في محيط الشاب وبين أقربائه، واعتبرت شقيقته أنه ليس متطرفاً، وقالت «شقيقي لم يتغير، ولم يتطرف وأنا مصدومة بهذا كله ولا نصدقه». وأوقفت قوات الأمن أمس الأول امرأة منقبة (25 سنة) في شرق فرنسا من بين معارف غلام للتحقيق معها. وأفادت شقيقتها بأنها لم تكن على علاقة عاطفية مع أحد و«لم تتحدث عن الإرهاب منذ اعتناقها الإسلام قبل سنتين». ويشكل الفرنسيون حوالي نصف المتشددين الأوروبيين في سوريا والعراق ويُقدَّر عددهم بحوالي 1500، بحسب إعلان لمجلس الشيوخ الفرنسي. وتعيش فرنسا حالة من الحذر منذ سلسلة الهجمات التي شنَّها متطرفون في باريس وضاحيتها بين 7 و9 يناير الماضي وأوقعت 19 قتيلاً بعد استهداف مجلة «شارلي إيبدو» وشرطية تابعة للبلدية ومتجراً يهودياً.