شدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، على ضرورة الالتزام التام بالمعايير والمواصفات التي أقرتها الهيئة، وتنفيذ المشاريع وفق برنامجها الزمني المحدد، مشيراً إلى أهمية إعادة الحياة إلى القلاع والحصون التي كانت شاهدة على التاريخ الإسلامي وعلى نشوء الدولة السعودية وملحمة توحيدها وتأسيسها. وقال عقب جولة له أمس الأول على عددٍ من القلاع والمواقع الأثرية الجاري تنفيذها من قبل الهيئة في منطقة تبوك، التقى خلالها بالمقاولين في مواقع المشاريع: إن القيادة وفرت أوجه الدعم والحماية والاهتمام لتراثنا الوطني إيماناً منها بأهمية هذا المكون الحضاري وأثره في تشكيل نسيج اجتماعي موحد في تجربة وطنية وملحمة فريدة، مضيفاً أن التحدي الأول للهيئة بعد إنجاز مشاريع الترميم لهذه القلاع يتمثل في إعادة الحياة لها، وجعلها واقعاً يعج بالحركة وتوفير العروض المتحفية المختلفة فيها بأحدث المواصفات والمعايير العالمية. وشملت جولة رئيس الهيئة، زيارة قلعة المويلح الأثرية التي أسست في عام 968ه لحماية قوافل الحجاج عند نزولها في المويلح وحفظ أطعمة وأمتعة الحجاج؛ حيث تنفذ الهيئة حالياً مشاريع ترميم للقلعة بنحو ستة ملايين ريال، تشمل ترميم المباني من الداخل والخارج إلى جانب تهيئة المنطقة المحيطة بها؛ حيث بلغت نسبة ما تم إنجازه 60% من الأعمال التي ستحول القلعة إلى معلم أثري ومتحف مفتوح. ووقف رئيس الهيئة مع مسؤوليها في الحي التراثي، الذي يضم مباني قديمة وساحات مفتوحة يعود كثير منها إلى منتصف القرن ال 19، ويمثل الجزء التراثي المتبقي من المدينة القديمة في وسط مدينة ضباء الذي تنفذ فيه الهيئة عدداً من المشاريع التي تهدف لترميم وإعادة تأهيل واجهات المباني للحي ومسارات الطرق والإضاءة والخدمات والبنية التحتية وتحويله إلى مركز سياحي وتجاري وجعله مقصداً للسياحة. كما زار رئيس الهيئة قلعة الأزنم، وهي موقع أثري شهير جرى إنشاؤه في عهد السلطان المملوكي محمد بن قلوون، وأعيد بناؤه في عهد آخر سلاطين المماليك قانصوه الغوري عام 916ه، وتعتبر محطة رئيسة على الطريق لحفظ الأمن وودائع الحجاج القادمين على طريق الحج المصري والمواد الغذائية التي تبعث لهم لاستخدامها في طريق العودة، وتنفذ الهيئة حالياً مشروعاً لترميمها بقيمة خمسة ملايين ريال. وتفقد موقع الآبار السلطانية في وادي ضباء وموقعها في وادي عنتر. وتهدف الهيئة من مشاريع المواقع التاريخية والأثرية والقلاع في منطقة تبوك إلى إعادة استخدامها في وظائف اقتصادية وثقافية وتسجيلها في قائمة التراث العالمي تحت اسم «طريق الحج» كعناصر داعمة لمشروع طريق الحج المصري الذي أدرجته الهيئة ضمن القائمة الأولية للمواقع المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي. وتنفذ الهيئة جملة من مشاريع الترميم لعدد من القلاع والمواقع الأثرية في مواقع مختلفة على طريق الحج المصري ابتداءً من محافظة حقل حتى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بمبالغ تجاوزت خمسين مليون ريال.