شدد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار، على ان التحدي الأول لهيئة السياحة والاثار بعد انجاز مشاريع ترميم القلاع والحصون الاثرية التي كانت شاهدةً على تاريخنا الإسلامي ونشوء الدولة السعودية وملحمة توحيدها وتأسيسها، يتمثل في إعادة الحياة لها، وجعلها واقعاً معاشاً تعج بالحركة وتوفير العروض المتحفية المختلفة فيها بأحدث المواصفات والمعايير العالمية. ونبه سموه خلال تفقده عدداً من القلاع والمواقع الأثرية الجاري ترميمها من قبل هيئة السياحة والآثار على طريق الحج المصري في منطقة تبوك ومحافظاتها أمس الاول، على المقاولين بضرورة الالتزام التام بالمعايير والمواصفات التي أقرتها الهيئة، وتنفيذ المشاريع وفق برنامجها الزمني وافتتاحها في المواعيد المحددة لذلك. وأضاف سموه «ما يميز المملكة وما يميز سكان هذه المناطق هو عشق المواطنين لتاريخهم وحضارتهم ورغبتهم الكبيرة في اكتشاف هذه القلاع والحصون وإخراج تاريخ وطنهم من بطون الكتب ليكون معاشاً يتنفسه جيل اليوم والأجيال المقبلة». ونبه سموه إلى أن الدولة وفرت جميع أوجه الدعم والحماية والإبراز لتراثنا الوطني العريق إيماناً منها بأهمية هذا المكون الحضاري وأثره في تشكيل نسيج اجتماعي موحد، في تجربة وطنية وملحمة فريدة لن تجد لها مثيلاً على الإطلاق. وتنفذ هيئة السياحة والآثار جملة من مشاريع الترميم لقلاع ومواقع أثرية في مواقع مختلفة على طريق الحج المصري يبدأ من حقل داخل المملكة العربية السعودية وينتهي بمكة المكرمةوالمدينةالمنورة وتبلغ تكاليف تلك المشاريع أكثر من 50 مليون ريال. وشملت جولة سموه قلعة المويلح الأثرية والتي أسست في عام 968 هجرية لحماية قوافل الحجاج عند نزولها إلى المويلح وحفظ أقوات الحجاج وأمتعتهم في القافلة وإدارة المنطقة، وتنفذ الهيئة مشاريع ترميم للقلعة بنحو 6 ملايين ريال، وتشمل ترميم المباني من الداخل والخارج إلى جانب تهيئة المنطقة المحيطة، وبلغت نسبة إنجاز ما تم ترميمه نحو 60 % من القلعة التي ستتحول إلى معلم أثري ومتحف مفتوح. كما تفقد سمو رئيس الهيئة يرافقه عدد من المسئولين الحي التراثي بوسط مدينة ضباء والذي يمثل قلب المدينة الملاصق للميناء البحري، حيث تنفذ الهيئة وشركاؤها وفي مقدمتها البلدية حزمة مشاريع لترميم وإعادة تأهيل واجهات المباني للحي ومسارات الطرق وتوفير إضاءة وخدمات وبنية تحتية، تمكن الزوار من الاستمتاع بالمنطقة وقضاء أجمل الأوقات فيها، وتقود الهيئة وشركاؤها حركة نشطة في إنعاش قلب المدينة وتحويله إلى مركز سياحي وتجاري ومقصد للسياحة من خلال توفير بنية تحتية وخدمات شاملة. يذكر أن الحي التراثي يضم مباني قديمة وساحات مفتوحة يعود الكثير منها إلى منتصف القرن التاسع عشر ويمثل الجزء التراثي المتبقي من المدينة القديمة. عقب ذلك تفقد سموه قلعة الأزنم وهي موقع أثري شهير جرى إنشاؤه في عهد السلطان المملوكي محمد بن قلوون، وأعيد بناؤه في عهد آخر سلاطين المماليك قنصوه الغوري عام 916ه، وكانت هذه القلعة محطة رئيسية على الطريق لحفظ الأمن وودائع الحجاج القادمين على طريق الحج المصري، والمواد التموينية التي تبعث لهم لاستخدامها في طريق العودة، وتنفذ الهيئة مشروع ترميم للقلعة بنحو خمسة ملايين ريال وتهدف الهيئة من جميع حزم المشاريع الترميم للقلاع إلى إعادة استخدام هذه القلاع في وظائف اقتصادية وثقافية وتسجيلها في قائمة التراث العالمي تحت مسمى طريق الحج كعناصر داعمة لمشروع طريق الحج المصري، الذي أدرجته الهيئة ضمن القائمة الأولية للمواقع المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي. كما تفقد سموه موقع الآبار السلطانية بوادي ضباء وموقع الآبار السلطانية بوادي عنتر حيث تم ترميم الآبار والبرك القائمة عليها وتأهيلها للزيارة.