نحن في الخليج وفي هذا الوقت، وقت الحروب، على المحكّ، فالحرب ليست للجيوش والقادة وحدهم، بل يسري التأثير علينا نحن عامة الشعوب ويبرز دورنا، وهو دور مهمّ وحساس، فنحن الشعوب الذين نلهم القادة – بوقفة المُخلصين- نحن من يرى القادة فينا قوتهم، نحن الذين نضحي بأبنائنا وأموالنا في سبيل وطننا وعزته، كان وفي وقت ليس بالبعيد، كالدمى ترمى بين يد الحليف ويد العدو، يساوموننا على أمن بلادنا الخليج بأسماء رنانة كثيرة تارة باسم حرية الرأي، وتارة باسم الحقوق المدنية ومرات بالمعارضة، والهدف واضح هو التشويش على فكر العامة وخلق بلبلة في المجتمع، مع أنهم يحسدوننا على ما نحن فيه، ثم انظر وتأمل عندهم هناك في الدول المتحضرة الكبيرة، هناك تراهم يقتلون أربعة متظاهرين في يوم واحد، وحين يذكرونهم بحقوق الإنسان يقول كبيرهم لا أعترف بمعاهدات ولا حقوق أكبر من حقّ الأمان للبلد والمواطن. لا أحد يرغب في الحروب لكن عندما يكون أمن البلد ومقدراته والمُواطنون هو المستهدف، فالكلمة هنا للسيف لمن لم يعرف وزنه بالمعروف. حرب عاصفة الحزم حتى الآن أعطتنا دروسًا قد يكون أبلغها عمقًا هو أننا نعتمد على أنفسنا بالدفاع عن بلادنا ولتلبية دعاء المستغيث ودعمًا للحق. إن سبب إحساسنا بالعزة الآن لأننا نرى أبناءنا وجنودنا هم من يقومون بالدفاع عنا وعن أمن بلادهم – وهم قادرون على ذلك بإذن الله- لقد أعطيناهم الثقة، فرأينا الإخلاص في ساحة الوغى ورأينا عيون أعدائنا منبهرة وألسنتهم مربوطة وهي التي كانت تتوقع أن ننادي ونستنجد بالحليف لكن أثبتنا أننا قادرون على الاعتماد على أنفسنا.