تنشأ بين الإنسان ومدينته على مرِّ الأيام والسنين علاقة فريدة، علاقة تنمو، وتتأصل، وتثمر، فكيف إن كانت تلك العلاقة بين الخفجي وساكنها. إنها مدينة حباها الله بمزايا عديدة في جوانب كثيرة يأتي في مقدمتها موقعها الجغرافي المتميز على شاطئ خليجنا العربي. أما ساكن الخفجي المتميز فقد بدأ تشكله مع نشأتها منذ أكثر من خمسة عقود، جاء الإنسان الخفجاوي من جميع مناطق المملكة باحثاً عن العمل، ثم كوِّن مجتمعاً متجانساً، ومتحاباً، ومتعاوناً، مجتمعاً يدرك الخصائص الفريدة لمدينته، ويفخر بمزايا مجتمعه المتحاب، ويعمل بدأب من أجلهما. يمتلك شباب الخفجي طاقات كبيرة، ولديهم أفكار خلاقة، إنهم شباب يحسنون وضع أهداف جيدة للأعمال التي يسعون لتنفيذها، ويحسنون التخطيط لها ببراعة، ويجيدون تحديد وسائل التنفيذ، ويمتلكون قدرة رائعة على الإنجاز المتقن. أجزم أنهم شباب يعملون بروح الفريق؛ ليحققوا أهدافهم بكفاءة عالية، وأثق أن ما يحركهم هو حبهم لمدينتهم ورغبتهم في تطويرها وتميزها، وقبل ذلك كله يدفعهم حبهم لوطنهم وإخلاصهم. في مسرح ثانوية الخالدية بحي الأمير فهد بن سلمان -في وسط هذا الأسبوع- أقيم احتفال تعريفي متميز بحملة «الخفجي نبيها كذا» وأجريت خلاله قرعة دوري ثانويات الخفجي -كأحد برامج الحملة- بحضور رئيس البلدية، ومدير المرور، وفي كلمتي قلت: هنيئاً للخفجي بأبنائها، وبناتها المحبين لها بصدق، هنيئا للخفجي بأبنائها وبناتها العاملين بسعي حثيث من أجل تميزها، وتطورها، ونمائها، بل هنيئاً للوطن بهذه الكوكبة الرائعة من الشباب والشابات المتطوعين في هذه الحملة المباركة. شكراً وتقديراً لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز -أمير المنطقة الشرقية- على دعم سموه الكريم لهذه الحملة الرائعة.. شكراً وتقديراً لسعادة الأستاذ محمد بن سلطان الهزاع -محافظ الخفجي- على متابعته الحثيثة، ووقوفه الدائم من أجل النجاح. وتوجهت بحديثي للقائمين على الحملة، فقلت لهم: «إنها حملة ذات أهداف واضحة ومحددة، حملة صيغت أهدافها بعناية ودراية، ووضعتْ الأهدافُ كي تطبق من أجل الخفجي التي نُحب. إن استهداف السلوك -في التغيير- مهمة صعبة وشاقة، وإنها مهمة تحتاج إلى بذل جهد رشيد؛ لمعرفة الأسباب، ورصد للأخطاء، وتحديد للعلاج الناجع… نعلم أنكم على وعي تام بأبعاد مهمتكم، ومعرفة ظروفها عندما بنيتم خطتكم. إن مهمتكم تتطلب دقة في التنفيذ، وصدقاً في مواجهة العقبات، واعترافاً بالأخطاء من أجل التعديل إذا لزم.. وإن التأثير والإقناع أمران أساسيان ومهمان في النجاح. وإن مخاطبة العقول أجدى من مخاطبة العواطف -بكل تأكيد- لا أعني تحييد العاطفة.. فالحب عاطفة، ومنْ يُحبّْ الخفجي يعملْ من أجلها.. لا شك أن تحقيقَ الأهدافِ يتطلبُ وقتًا، وجهدًا، وإصرارًا، ويستلزمَ تطويرًا في الوسائلِ والأساليب». أتت حملة «الخفجي نبيها كذا» فكرة من شباب الخفجي، وبدعم من الأستاذ محمد بن سلطان الهزاع -محافظ الخفجي- الذي يتبنى أفكار الشباب، ويؤمن بقدرتهم على التطوير والإنجاز والعطاء، فهيأ لهم الأرضية الرسمية للبدء، ودشن الحملة في صباح الأحد الماضي -بحضور القائمين عليها- من مكتبه، وهنأهم بانطلاقتها، وبارك لهم برامجهم النشطة، وقال إنها ستثمر في توجيه الشباب، وأضاف أن المشاركات الاجتماعية المفيدة واجب على الجميع، وأن المحافظة على المرافق العامة المختلفة -التي توفرها الدولة- وحمايتها من التشويه والتخريب، هي مسؤولية، وواجب على الجميع. جاءت أهدافها في: – معالجة ظاهرة العبث بالمرافق العامة، والتوعية بأهمية المحافظة عليها. – تعزيز قيمة الانتماء للوطن لدى الشباب. – إبراز المواهب الشبابية بكافة أشكالها. – تعزيز الترابط بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. يدرك القائمون -صحيفة أبعاد الخفجي- على حملة «الخفجي نبيها كذا» أن المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة؛ فعملوا بإتقان على بناء مقدمات جيدة لحملتهم، ووضعوا برامج تفصيلية لأعمالها؛ ليحققوا أهدافها بأفضل صورة، وكانت انطلاقتها الكبيرة مبشرة بالنجاح، ومحفزة للمتابعة، وقد نجح المنظمون في استقطاب داعمين رئيسيين، ورعاة مشاركين للحملة، واستطاعوا القيام بحملة إعلامية رائعة ومنظمة من المؤكد أنها ستحقق نتائج إيجابية تصب في صالح مجتمع الخفجي. إن الشباب هم الشريحة الكبرى والأهم الذين تتوجه إليهم الحملة في برامجها وأنشطتها ورسائلها التوعوية؛ لأنهم هم المستهدفون في المقام الأول، وربطهم ببرامج تناسبهم، وتؤثر فيهم تأثيرا حقيقيا سيكون له الأثر البالغ في تحقيق الأهداف من خلال مشاركاتهم المختلفة وتفاعلهم معها واستمالتهم لإنجاحها. وقفة: اختتمت كلمتي بقولي: تحية تقديرٍ وإجلالٍ لقائدِ الحزمِ والعزمِ والحسمِ.. تحية لِصقرِ الجَوِ وليِّ العَهد.. تحية لداحرِ الإرهابِ ولي ولي العَهد.. تحية لرجالِ قواتِنا المُسلحة المخلصين، تحية لرجالِ أمننا الأوفياء.