أهدى مهرجان الكويت للمونودراما، دورته الثانية التي انطلقت فعالياتها مساء أمس الأول على مسرح «الدسمة» في العاصمة الكويت، إلى الفنان الكويتي الراحل أحمد الصالح. وقال مدير المهرجان، مدير مؤسسة «الأيام والناس»، جمال اللهو، كلمة، قال فيها إنه يهدي فعاليات الدورة الثانية للمهرجان إلى روح فقيد الفن الكويتي، الذي قدم كثيراً إلى الساحة الفنية الكويتية والعربية. وافتتحت الدورة الثانية من المهرجان، الذي ينظم بالتعاون بين مؤسسة «الأيام والناس» والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، تحت رعاية وزير الإعلام، وزير الدولة لشؤون الشباب، الشيخ سلمان الحمود الصباح، وسط حضور إعلامي وفني وجماهيري حاشد. وطلبت مقدمة فقرات الحفل، الفنانة هدى الخطيب، من الحضور الوقوف دقيقة حداد على الراحل أحمد الصالح، الذي وافته المنية أمس الأول. وقالت الخطيب إن المهرجان يعد تظاهرة مسرحية متنوعة في فن المونودراما، تؤكد ريادة دولة الكويت بلد الثقافة والفن والمسرح. وألقى راعي المهرجان الشيخ سلمان الحمود الصباح، كلمة افتتح بها المهرجان، قال فيها: فقدت الأسرة الفنية الكويتية والخليجية أحد فرسان المسرح في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربية، قضى أكثر من 55 عاماً على خشبة مسارح الكويت والخليج العربي وأمام كاميرات التليفزيون والسينما، وخلف ميكروفون الدراما الإذاعية، مضيفاً أن أعماله ستظل شاهدة على إبداعاته وإخلاصه لفنه وجمهوره الكويتي والخليجي والعربي. ورحب بانطلاقة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الكويت للمونودراما، متمنياً للحضور وجمهور المسرح متعة التفاعل مع هذه التظاهرة الفنية، والمبادرة المسرحية الكويتية، التي تهتم بمسرح الممثل الواحد، الفن المسرحي الراقي والمتميز الذي يعد ساحة فضاء الإبداع والحرية. ودعا راعي المهرجان الشباب الكويتي العامل في حقل الفن المسرحي إلى صدق الاجتهاد في الاستفادة التامة من فعاليات وضيوف المهرجان لصقل مواهبهم الإبداعية. وشهدت بداية الحفل، تقديم لوحة فنية عبرت عن تاريخ ومسيرة فن المونودراما في دولة الكويت خلال تجارب مسرحية متتالية لنخبة من الفنانين مثل جاسم النبهان، عبدالعزيز الحداد، محمد المنصور، سعاد عبدالله، والمخرج محمد دحام الشمري. وألقت الفنانة المصرية سميحة أيوب، كلمة ضيوف المهرجان، موضحة فيها أن المسرح من الفنون القليلة التي تحمل ثلاث صفات مهمة ومتفردة بين الفنون الأخرى، أولاها أنه حي ومباشر ووليد اللحظة، والثانية أنه بوتقة تحمل مزيجاً مكوناً من كل الفنون، التي من الممكن أن يقدم كل منها على حدة، والثالثة أنه فن يتناغم مع الفكر في خلطة تنتشي بها النفس جمالاً وسحراً. أضافت قائلة: «من هذه الفنون المسرحية فن المونودراما الذي أصبح يغري كثيراً من المبدعين للدخول إلى دائرته وإفساح مكان له على خريطة الحركة المسرحية». وشهد الحفل عرض الافتتاح، مسرحية «قصة الأمس»، لفرقة الحداد، من بطولة الفنان عبدالعزيز الحداد، تناولت فيض المشاعر الإنسانية، التي تتجسد في شاعر الكرنك أحمد فتحي، وانطلقت حكايتها من معاناته الثقافية إلى المعاناة الوجدانية والعاطفية والإنسانية، عبر قصة درامية تسلسلت أحداثها على خشبة المسرح وسط تفاعل الحضور. مسرحية «بارانويا» وتمثل مسرحية «بارانويا»، لفرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، المملكة في المهرجان. وهي من تأليف عباس الحايك، وإخراج ياسر الحسن، وتمثيل حسن العلي. وعرضت المسرحية مساء أمس على مسرح الدسمة، متناولة فكرة التراتبية في الوظيفة أو المجتمع، التي تشكل هاجساً لدى بعضهم لدرجة تحولها إلى قلق يومي؛ حيث العلاقة الملتبسة بين الموظف ورئيسه أو بين أي طرفين ضمن هذه التراتبية أو الطبقية، فالشخصية تعاني من علاقة مرتبكة مع رئيسها في العمل، فتدخلنا في عوالمها لنكتشف كل مشكلاته النفسية التي تراكمت بفعل علاقتها برئيسها. ويشارك في المهرجان تسعة عروض كويتية وعربية ودولية، منها «بارانويا»، إضافة إلى «ويبقي هو» لفرقة المسرح الشعبي (تأليف دلال الرشيدي، وإخراج أنعام سعود، وتمثيل علي ششتري)، «أحلام» لفرقة مسرح الشباب (تأليف وإخراج أحمد الكندري، وتمثيل أحلام حسن)، «الموسيقار شبيثي» لفرقة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب (تأليف عبدالله الفريح، وإخراج عبدالله الرويشد، وتمثيل جاسم النبهان)، «الجزار» لفرقة باك ستيج جروب (تأليف وإخراج محمد الحملي، وتمثيل عبدالله الخضر)، «ريتشارد الثالث» لفرقة لفرقة بيشيليا تياترو الإيطالية (تأليف وليم شكسبير، وإخراج عبدالعزيز الحداد)، «رو بر طاش» لفرقة سيتي للمسرح الفردي في المغرب (تأليف وإخراج وتمثيل عبدالحق الزروالي)، «الفزاعة» لفرقة تواصل في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان (تأليف وإخراج خليل البلوشي، وتمثيل عبدالحكيم الصالحي)، و»غربة» لفرقة المسرح الفني الحديث في العراق (تأليف جمال الشاطئ، وإخراج الدكتور كريم خنجر، وتمثيل الدكتور سامي عبدالحميد).