في هذا المقال عزيزي القارئ لن أطلب منك تناول فنجان قهوة بل سأطلب فنجانًا من العلقم نتجرعه لنبكِ على تلك الأيام! هناك في تلك الجنان التي كانت بلدة تسمى الأندلس عاشت عزًا وقوة ومنعة ومتعة! خلوت فسلوت فحزنت عندما تذكرت تلك المرأة الملتحية التي اسمها أبو عبدالله الصغير التي طمعت بذاك العرش! أتوا من بعيد يريدون الأندلس تصدى لهم أبو عبدالله الزغل وقال هي بعيدة عن أنوفكم فلا لكم هنا إلا الذل فقطع دابرهم وولوا مدبرين! شعر أبو عبدالله الصغير بالغيرة من شعبية الزغل، فذهب يستعرض عضلاته حتى أُسر عامين وفي الأسر وقع وثيقة مع فرديناد وإيزابيلا مقابل الخضوع للتاج الإسباني! خرج الصغير من معقله ذليلًا باع دينه ووطنه، وأتى بفكر جديد لأهل غرناطة «الصلح خير»، لعمري صلحك ذاك هدم شرف ثمانية قرون في ثماني دقائق، ولم يشك أهل غرناطة في نبله! يا ويحي بدأت الأندلس تتساقط! وأتى ذاك اليوم أتعلمون من حارب المسلمين؟! أرسل الصغير جنوده لجبي السلاح من المجاهدين والمواطنين لتسليمها للإسبان يا ويحي! من أين لك ذاك القلب ثم ذهب بدم بارد يسلم مفاتيح غرناطة للعدو لمثل ذا يموت القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان! لعمري كل أهل الأندلس مستعدون أن يكونوا حاجزًا للمفاتيح فلا يؤخذ حتى تذهب آخر قطرة دم منهم إن كنت لم تستطع حفظها فأهل غرناطة أولى بها! لعمري كأني أرى أهل الأندلس أهون عليهم الموت من الذل ذاك. أتدري أن موسى ذاك القائد الهمام كان على شفا النصر، صبر قليل وينقلبون خاسرين! اِبْكَ مثل النساء على ملك لم تحافظ عليه مثل الرجال ولم تدع أهل الأندلس يحافظون عليه أو يموتون دونه ومحاكم التفتيش تلك قصة أخرى يبكي القلب منها، صحبتكم العافية في حلكم وترحالكم.