تدخل دوريات الأمن العام اليوم مرحلةً جديدة؛ إذ ستظهر في منطقة الرياض بهوية مختلفة لن تقتصر على زي رجالها ولون مركباتها، بل ستشمل تطويراً على مستوى التقنيات والتدريب، بحسب مدير الإدارة العامة لدوريات الأمن اللواء صالح بن عبدالله الصالح. وسيطلق ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الدوريات الأمنية في هويتها الجديدة اليوم الثلاثاء. كما سيرعى وزير الداخلية اليوم حفل تدشين الحملة التوعوية التي ينفذها الأمن العام لكافة منسوبيه تحت عنوان «هذه سبيلي»، وسيدشن معهد إدارة الحشود التابع للأمن العام. ويقول عددٌ من قادة الأمن العام إن المعهد سيكون بمنزلة نقلة تحيل إدارة الحشود في المملكة إلى تخصص. ويقود الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج. قال مدير معهد إدارة الحشود، العقيد محمد الزهراني، إن المعهد سينفذ برامج تأهيلية وتخصصية للضباط والأفراد والموظفين من منسوبي الأمن العام والجهات ذات العلاقة بمجال تنظيم وإدارة الحشود، واصفاً تأسيسه ب «خطوة شديدة الأهمية». وأوضح الزهراني أن المعهد يعمل على عقد شراكات وتوقيع مذكرات تعاون مع الجهات الحكومية المختصة بتنظيم وإدارة الحشود «كالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، ولجنة الحج المركزية في إمارة منطقة مكةالمكرمة، وأمانة العاصمة المقدسة، ومركز المشاريع التطويرية في وزارة الشؤون البلدية في المشاعر المقدسة، وفرع وزارة الحج في العاصمة المقدسة، والمجلس التنسيقي لمؤسسات وشركات حجاج الداخل، وممثلي مؤسسات الطوافة، ومديرية الدفاع المدني، وجميع الجهات الأخرى ذات العلاقة». وأشار الزهراني إلى إبرام اتفاقية مؤخراً بين الأمن العام والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للتعاون المشترك في كل ما يخدم القضايا المشتركة بين الطرفين. وإضافةً إلى تدريب الكادر السعودي، يقول الزهراني إن من بين أهداف معهد إدارة الحشود «توثيق تجربة المملكة في تنظيم وإدارة الحشود، ونقل التجربة محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال استقبال الوفود الأمنية الخارجية الراغبة في الاستفادة من خبرة المملكة في التنظيم والإدارة في المواسم المختلفة خاصةً موسمي الحج ورمضان؛ بعد أن أثبتت المملكة قدرتها في تنظيم وإدارة الحشود باحترافية ومهنية عالية». ومن الأهداف أيضاً بناء قاعدة معلوماتية في مجال إدارة الحشود للاستفادة منها في التخطيط الأمني ورسم السياسة العامة المستمرة. و«يعدّ المعهد جهة أمنية تحت مظلة الأمن العام يساهم بدور فعّال في التخطيط والتنفيذ لتقديم أفضل الخدمات وأجودها لضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام من حجاج وعُمَّار وزائري المسجد النبوي، وفق رؤية المملكة التي جعلت خدمة ضيوف الرحمن هدفاً أسمى، ولذا سخَّرت كافة الإمكانات لتسهيل أدائهم مناسكهم»، بحسب مديره. توقَّع مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن، اللواء جمعان الغامدي، أن تساهم الإضافات الجديدة المتمثلة في معهد إدارة الحشود وإطلاق الدوريات الأمنية بهويتها الجديدة؛ في تطوير أداء رجال الأمن والخدمات المقدمة للحجاج والمتعمرين؛ إذ سيتَّسِم العمل باحترافية عالية. وأرجع الغامدي افتتاح معهد إدارة الحشود إلى الحاجة الميدانية لتطوير خدمات استقبال زائري المملكة للحج والعمرة، وأشار إلى «رغبة أكيدة في التطوير والانتقال إلى المعرفة العالية والاحترافية التي ستضاف إلى النجاحات السابقة التي تحققها وزارة الداخلية». واعتبر أن «هذه بداية عهد جديد واحترافية في تقديم الخدمات الأمنية التي يقدمها الأمن العام»، مؤكداً أن «توفير الإمكانات والتقنيات الجديدة سينعكس على مستوى الأداء». وصف مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير، اللواء عبدالله بن حسن الزهراني، إدارة الحشود ب «علم في حد ذاته»، وقال إن «ما تحقِّقه المملكة من نجاحٍ في إدارة الحشود الهائلة من ضيوف الرحمن أمنياً ومعيشياً وتنظيمياً وصحياً؛ أتاح لها من الخبرات ما يؤكد على أهمية أن تصبح إدارة الحشود تخصصاً علمياً يُدرَّس سواءً في المعاهد المتخصصة أو في الجامعات». ورأى أن «من المناسب أن يتلاقى ما نملكه في المملكة من خبرات متراكمة مع مثل هذا المعهد الذي نحن بصدد افتتاحه وتطويع مخرجاته لتساهم في التنمية خاصةً في الجانب الأهم والأعظم في هذه المنظومة المتكاملة وهو الجانب الأمني». وعدَّ «إدارة الحشود الهائلة التي تقدر بالملايين في بقعة جغرافية صغيرة ذات تضاريس صعبة؛ مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة؛ مهمة ليست سهلة على الإطلاق»، وأشار إلى جهاز الأمن باعتباره «أكثر جهاز يتحمل مسؤوليتها»، مؤكداً أن الجهاز بات يملك من الخبرات والكفاءات ما يجعله مؤهلاً تأهيلاً عالياً لتحمل أعباء هذه المسؤولية الكبرى. قال مساعد مدير الأمن العام لأمن الحج والعمرة، اللواء سعود بن عبدالله الخليوي، إن المملكة تأتي في صدارة دول العالم خبرةً وممارسةً في إدارة وتنظيم حركة الحشود والمشاة، وأشار إلى عناية خاصة بهذا الجانب من قِبَل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ولي ولي العهد، ملاحظاً أن مواسم العمرة والحج المتتابعة ساهمت في تراكم الخبرات الخاصة بإدارة وتنظيم الحشود لدى رجل الأمن. واعتبر الخليوي إطلاق الدوريات الأمنية بحلتها الجديدة دليلاً على اهتمام وزير الداخلية بتطوير القطاعات الأمنية إضافةً إلى متابعة مدير الأمن العام لكل ما من شأنه تطوير قدرات رجال الأمن. وصف قائد قوات الطوارئ الخاصة، اللواء خالد قرار الحربي، التطوير المستمر في الأداء بأنه «هدف» لجميع منسوبي الأمن العام. وقال «لا أدل على ذلك من تحويل الخطط والأفكار إلى علم وأبحاث، يتم تطويرها والإضافة عليها لخدمة الأمن العام»، واعتبر إقامة معهد يعنى بإدارة الحشود «خطوة مباركة في ذلك الاتجاه، فعلم إدارة الحشود ثري جداً وقابل للتطوير المستمر وتمارسه قطاعات الأمن العام بمهام الحج والعمرة والزيارة بكل اقتدار ومهنية، ونأمل أن يكون هذا المعهد رافداً مهماً للأمن العام لتطوير مفهوم إدارة الحشود البشرية». وعن الدوريات الأمنية في حلتها الجديدة؛ قال الحربي إن التغيير يشمل الشكل والمضمون. وفي موضوعٍ آخر، عدَّ قائد قوات الطوارئ الخاصة حملة «هذه سبيلي» دليلاً واضحاً على أن «الأمن العام جزء من المجتمع يساهم معه في تصحيح المفاهيم الخاطئة والقناعات الفكرية التي تضر بأمن المجتمع»، ورأى ذلك تأكيداً على أن «الأمن العام يمارس مفهوم الأمن الشامل لوقاية المجتمع قبل الانخراط فيما يضر بالوطن والمواطن». اعتبر مساعد مدير الأمن للإمداد والتموين، العميد عبدالله عائض العسيري، حضور وزير الداخلية فعاليات الأمن العام في هذا الوقت العصيب واهتمامه رغم كثرة مشاغله ومسؤولياته تأكيداً على مدى اهتمامه البالغ بالأمن العام. ورأى في ذلك «رسائل إيجابية يقدمها سموه لرجال الأمن مفادها أنكم في أعيننا ومحل اهتمامنا وأننا معكم نشارككم إنجازاتكم ونجاحاتكم ونفتخر بكم حماة لأمن هذا البلد مما ينعكس عليهم بالولاء التام والطاعة المطلقة ويحفزهم لبذل كل ما يملكون وأغلى ما يملكون من أجل تراب هذا الوطن ومقدساته وولاة أمره». اعتبر قائد القوات الخاصة لأمن الطرق، اللواء خالد بن نشاط القحطاني، ريادة التجربة السعودية في إدارة الحشود في مواسم الحج والعمرة نتاجاً للتراكم العملي والممارسة الفعلية لإدارة الحشود على مدى عقود من الزمن و«هو ما جعل المملكة تكون صاحبة التجربة الرائدة في هذا المجال». ورأى في افتتاح معهد إدارة الحشود تأكيداً من رأس الهرم في وزارة الداخلية على أن هذه التجربة يجب أن تُؤطَّر بإطار أكاديمي للاستفادة القصوى من الخبرات الأكاديمية في إدارة الحشود وللرقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن»كما أن ذلك سيكون رافداً مهماً للعاملين في إدارة الحشود في المملكة وفي الدول الأخرى للاستفادة من هذه التجربة».في سياقٍ متصل، اعتبر القحطاني إطلاق دوريات الأمن بحلتها الجديدة تأكيداً من لدن وزير الداخلية على أن تحديث العمل الأمني وتطويره جارٍ على قدم وساق، وأن سموه مهتم شخصياً بهذا الجانب بل ومن أهم الداعمين له رغبةً في الارتقاء بالعمل الأمني وتقديم الخدمة المميزة لطالبي الخدمة و»ما حضور سموه شخصياً لرعاية هذا الحفل إلا دليل على ذلك». أوضح مساعد مدير الأمن العام للشؤون الإدارية والمالية، اللواء سليمان بن عبيد الشمري، أن حملة «هذه سبيلي» تستهدف جميع منسوبي الأمن العام ل «تعزيز الانتماء للوطن والحفاظ على وحدته وأمنه والتأكيد على مبدأ طاعة ولاة الأمر ورعاية المصالح العليا للبلاد».ووصف تعزيز الأمن الفكري ودعمه والمحافظة عليه ب «أحد أهم الأمور وأوجبها، لأنه أساس تثبيت الأمن بجميع أنواعه وأشكاله»، وزاد «لا يخفى أن الأمن لن يكون على القاعدة الصحيحة والسوية إلا إذا انطلق من منطلق مهم، وهو تحقيق عقيدة التوحيد التي أمرنا الله بها، كما أن تعزيز الأمن الفكري كان سبباً لنعمة الأمن والاستقرار والرخاء».وعن الهدف من إنشاء معهد لإدارة الحشود البشرية؛ قال الشمري إن «الفكرة جاءت من أجل العمل على وضع منظومة متكاملة لإدارة الحشود في مختلف المناسبات الدينية أو الوطنية المختلفة؛ يمكن الرجوع إليها لتغطي مختلف الخدمات والتنظيمات ذات الصلة». أعلن مدير الإدارة العامة لدوريات الأمن، اللواء صالح بن عبدالله الصالح، أن دوريات الأمن بهويتها الجديدة ستنطلق اليوم الثلاثاء في مدينة الرياض كمرحلة أولى تعقبها المنطقة الغربية ثم الشرقية فبقية المناطق. وأوضح الصالح أن التطوير لا يقتصر على الزي وألوان المركبات، إنما يشمل المجال التقني الممثل في الدوريات الذكية والمجال التدريبي والمجال التخصصي.وشدد على السعي الدائم لدى الأمن العام للتطوير في كل المجالات وفي جميع الفروع، منبهاً إلى ضرورة أن يصل رجال الدوريات إلى أعلى درجات التأهيل ليؤدوا واجباتهم بكل اقتدار. قال مدير إدارة الإرشاد والتوجيه في الأمن العام، العميد مشبب بن علي القحطاني، إن الإدارة تشهد خطوات تطويرية إذ إن العصر الحديث هو عصر التقنية ولابد من الاستفادة من هذه المعطيات في سبيل الرفع من مستوى الوعي لرجل الأمن وتحصينه ضد الأفكار المنحرفة والتحذير من التطرف وأسبابه والسلوكيات المنحرفة والمخدرات وأضرارها باستخدام وسائل عديدة تتماشى مع الرسائل التي أصبحت سائدة هذه الأيام. ولفت القحطاني إلى أهمية أن يكون رجل الأمن على قدر من الوعي والإدراك وأن يملك معرفة وعلماً بدينه يزيده قرباً من ربه وإخلاصاً مما يعزز عنصر الرقابة الذاتية و»بالتالي ينعكس على سلوكه وتعامله وصولاً للرقي بالخدمة الأمنية التي تعكس الصورة المثلى للوطن». وشدد على أن تعامل رجل الأمن مع الحجاج والمعتمرين ينقل صورة حسنة عن المملكة إلى العالم، وذكَّر في هذا الصدد بالبرنامج الذي اعتمده مدير الأمن العام حديثاً تحت عنوان «حرماً آمناً» لرفع شعور رجل الأمن بقدسية المكان وشرف المهمة ومنح المتدرب معلومات مركزة عن الأماكن المقدسة وتوضيح بعض الأمور العقدية والفقهية المرتبطة بالأماكن المقدسة». وأشار إلى تعاون جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية في تنفيذ البرنامج، كاشفاً أنه يجري الآن الإعداد لبرنامج خاص بالمشاركين في مهمة دعم العاصمة المقدسة خلال شهر رمضان.