رحب مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان بسويسرا بين الدول الكبرى وإيران بشأن ملفها النووي، مجدداً دعم المملكة للحلول السلمية القائمة على ضمان حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي هذا الخصوص أكد المجلس أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها. وجدد المجلس في جلسته أمس بقصر اليمامة في الرياض، التأكيد أن المملكة لا تدعو إلى الحرب، وأن عاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته، ولذلك حظي التحالف بالمباركة الواسعة والتأييد الشامل إقليماً ودولياً. وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس، على نتائج مباحثاته مع الرئيسين السنغالي والأذربيجاني ماكي سال وإلهام علييف، ومضمون الرسالة التي تلقاها من الرئيس السوداني عمر البشير، وفحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه برئيس وزراء الهند نارندا مودي، والاتصالات الهاتفية التي تلقاها من الرئيس الأفغاني الدكتور أشرف غني، ومن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، التي تم خلالها استعراض للعلاقات الثنائية بين المملكة ودولهم وسبل دعمها وتعزيزها، ومجمل الأوضاع على الساحات الإقليمية والدولية. وأوضح وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل الطريفي أن المجلس تطرق إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها قوات التحالف على جميع المحاور لتدمير قدرات الميليشيات الحوثية ودحر مؤامراتها على اليمن. ووجه في هذا السياق الشكر والتقدير لأبناء الجالية اليمنية في المملكة على ما عبروا عنه من تأييد وشكر للمملكة ودول التحالف على ما يبذلونه من عمل مخلص للدفاع عن اليمن. وبين أن المجلس، جدد وقوف المملكة مع كل جهد ممكن في سبيل وضع حد للمأساة السورية التي أصبحت كارثة إنسانية لم يُر لها مثيل في التاريخ المعاصر، ونوه في هذا الصدد بنتائج المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، الذي افتتحه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكداً أن المملكة لم تألُ جهداً لتقديم المساعدات ومد يد العون للاجئين السوريين، مشيراً إلى أن إجمالي مساعدات المملكة للشعب السوري منذ عام 2011م بلغ أكثر من 600 مليون دولار. ورحب المجلس بإعلان المحكمة الجنائية الدولية بشكل رسمي انضمام فلسطين عضواً كاملاً فيها، مؤكداً أن انضمامها يعزز وجودها في المجال الدولي للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. وأدان المجلس الهجوم الإرهابي الذي استهدف جامعة جاريسا الكينية، معرباً عن التعازي والمواساة لحكومة وشعب كينيا وأسر الضحايا وتمنياته للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل. وفي الشأن الداخلي رفع المجلس الشكر لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام بكتاب الله ونشره وتكريم ورعاية أهله، مبيناً أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات التي بدأت دورتها السابعة عشرة يوم أمس في الرياض تعد نموذجاً رائعاً في الاهتمام بكتاب الله والمحافظة عليه تعليماً ونشراً. كما أكد أن رعايته حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد.. روح القيادة»، التي ينظمها أبناء وأحفاد الملك فهد «رحمه الله» بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، تجسد الاهتمام بتوثيق الإنجاز وحفظ التاريخ. وتطرق المجلس إلى إعلان وكالة موديز العالمية للتصنيف الائتماني عن تثبيتها لتصنيف المملكة السيادي عند درجة ائتمانية عالية «Aa3» مع إبقائها للنظرة المستقبلية المستقرة، وكذلك الإعلان المماثل من وكالة فيتش عند درجة ائتمانية عالية «AA» مع نظرة مستقبلية مستقرة، مؤكداً أن نجاح المملكة في الحفاظ على تصنيفها الائتماني المرتفع بالرغم من الضغوط الاقتصادية، يعكس متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على مواجهة التقلبات.