أبدى الرئيس السابق لليمن الجنوبي، علي سالم البيض، ارتياحه لشن دول الخليج العربي عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين وحلفائهم، ووصف صمود أبناء الجنوب ب «ملحمةٍ أسطورية»، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لحماية المدنيين في عدن. وقال رئيس دولة الجنوب التي انضمت إلى اليمن الموحد عام 1990، في كلمةٍ له أمس، إنه يثمِّن تثميناً عالياً «الموقف الحاسم للقيادة السياسية والعسكرية لعمليات عاصفة الحزم»، معتبراً أنها «تدك قلاع قوات البغي والطغيان في أوكارها». وربط البيض بين التطورات الأخيرة في اليمن وأحداث 1994؛ قائلاً «ها هي الأحداث تثبت بالدليل القاطع صحة الموقف الخليجي والعربي في عام 1994، الذي ارتكز على مفهوم في غاية البلاغة المنطقية؛ وهو أن الوحدة التي تمت بين الطرفين لا يمكن لها أن تستمر إلا بتراضي الطرفين أيضاً». واندلعت حرب أهلية في اليمن عام 1994 بعد رفض النظام السابق مطالبة الجنوبيين بالانفصال واسترداد دولتهم. ويُعدُّ أحدث موقف للبيض انتكاسةً سياسيةً للحوثيين الذين منحوه جواز سفر دبلوماسي في 22 مارس الفائت بصفته نائباً سابقاً لرئيس الجمهورية اليمنية الموحدة، ما اعتُبِرَ محاولة منهم لاستمالته. ووصف الرئيس السابق لليمن الجنوبي قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ب «المحتلين القدامى»، وعدَّهم هم وحلفاءهم من الحوثيين «جحافل غزو قديمة وجديدة»، لافتاً إلى ارتياحه ل «توالي تحطم موجاتهم تباعاً على صخور شواطئ عدن الباسلة بفعل شجاعة أبنائنا من أبطال المقاومة الجنوبية التي تخوض معركة الكرامة والتحرير والاستقلال بكل اقتدار وتمكن». وخصَّ بالتحية المقاومة في مناطق الضالع ولحج وعدن وشبوة وحضرموت والمهرة ويافع، ووجَّه خطابه إليهم قائلاً «إننا في هذه المرحلة البالغة الدقة والحاسمة في مصير معركتنا المصيرية في وجه طغاة الاحتلال الهمجي المتخلف.. في وجه المحتلين القدامى وحلفائهم الجدد من ميليشيات الحوثيين؛ نتابع بكل فخر واعتزاز وشموخ ما تسطرونه اليوم على جميع جبهات الجنوب من ملاحم أسطورية»، داعياً إياهم إلى أن يرصوا صفوفهم و»ألا تلتفتوا إلى ما يُروَّج في أوساطكم من شائعات مغرضة تهدف إلى كسر إرادتكم وتحطيم روحكم المعنوية، وأن تتنبهوا إلى أساليب الحيل والمكر التي يتبعها المحتل». وفي كلمته؛ انتقد البيض ما اعتبره غياباً لدور قبائل شمال اليمن في صد «جحافل الغزو»، وتساءل «أين هي قبائل الشمال من حاشد وبكيل؟ وأين هي قوات الألوية الشمالية التي دمرها الحوثيون في طريقهم إلى صنعاء التي تدين بالولاء للواء علي محسن الأحمر؟ لماذا لا تعيد نسقها العسكري استعداداً للمواجهة مع قوات المخلوع ومليشيات الحوثيين؟». وتساءل أيضاً عن «غياب قوات وعناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح من هذه المعركة من رجال القبائل والمليشيات العسكرية؟ أين اختفت؟ أين تلاشت؟ في هذه المرحلة الحاسمة؟». ودعا البيض دول العالم إلى «الوقوف في وجه هذا العدوان البربري الغاشم الذي تقوده قوات الحوثي والرئيس المخلوع ضد المدنيين العزل في مدينة عدن الباسلة التي تدك مبانيها في هذه اللحظات على رؤوس ساكنيها في كريتر وفي المعلا وبقية مناطق المدينة»، مناشداً «أحرار العالم التدخل السريع لمنع هذا العدوان بكل السبل والطرق المشروعة باعتبار عدن الصامدة في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية من الأدوية والخدمات الضرورية».