في مرحلة حرجة كان يمر بها العرب، والعالم، وما إن اختار الملك خالد أخاه «الفهد»، طيّب الله ثراهما وذكراهما، ولي عهد، ونائباً أول، وبالإضافة إلى الهم الأول: القضية الفلسطينية، إلا وتندلع الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد أربع سنوات اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، فأصبحت المنطقة العربية في حالة غليان، هنا تكاتف السعوديون فأغلقوا الأبواب أولاً ثم بذلوا الجهود لاحتواء أزمات الأشقاء. كانت الجهود حثيثة، وكان قلم «الفهد» لا ينزل من «يمينه»، وسماعة الهاتف لا تنزل من يساره، أما في الداخل فكان يؤسس لمشروعه الكبير: «الإنسان السعودي». في الأزمة اللبنانية حاول «الفهد» بشتى الوسائل جمع أطراف النزاع العديدة إلى طاولة، فاحتاج إلى 14 سنة حتى نجح في ذلك وجمع الفرقاء اللبنانيين على طاولة واحدة في الطائف، أي بعد 6 سنوات فقط من توليه الحكم، لتنتهي الأزمة ب «اتفاق الطائف». وفي السنة الثالثة من الحرب العراقية الإيرانية تولى «الفهد» حكم المملكة، فجنّب بلاده تأثيرات هذه الحرب، ودعم مساعي السلم، ووقف الحرب، رغم أن الطرفين رفضا كل جهود السلام، ويأس العالم من الحل. وكان يقول: «يجب أن لا تعتاد المنطقة على الأزمات»، في إشارة إلى مخاوف من أزمة أخرى قادمة!، وفي السنة الثامنة من حكمه، رحمه الله، صدق حدسه فهجم «الجيش العراقي» على الكويت، واحتلها محدثاً صدمة لا يمكن تصديقها من الوهلة الأولى، هنا تجلّت سياسة الفهد، وحنكته، وحكمته، فحمى شعبه، وأنقذ الكويت في 7 شهور، وأعاد الشرعية إلى الكويت بعد أن استضافها قيادة، وحكومة، وشعباً، وخلال هذه الفترة الطويلة الحرجة، ورغم تعرض «النفط» إلى انخفاضات حرجة، ورغم كل شيء كان، «رتم» التنمية، والاستقرار في الداخل يتصاعد بهدوء، وهذه أعجوبة قلما تحدث في العالم، هذه الموازنة لا يجيدها سوى سياسي «داهية» محنك. قيمة: إن صناعة الإنسان هي الأساس فالمال يذهب، والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال. «فهد بن عبدالعزيز».