طوال فترة الربيع العربي وما تبعه من أحداث في المنطقة والسعودية تستخدم أدواتها السياسية لتجنب الدخول في أزمة تمسُّ أمنها وسيادتها الدولية، فهي تستخدم قوتها الاقتصادية تارةً، وأحياناً تستخدم حكمتها السياسية للتعامل مع المتربصين بأمنها، وها هي اليوم تستخدم قوتها العسكرية لتأديب المليشيات الحوثية في اليمن الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية محاولين تكوين بؤرة إرهابية جنوب المملكة، مهددين بذلك أمن المواطن اليمني والخليج عامة، فكانت السعودية طوال هذه الأزمات السياسية تحير أعداءها في طريقة وحنكة التعامل مع تلك الأزمات، حتى جاءت عاصفة الحزم التي ألجمت إيران وأذنابها في المنطقة بطريقة حربية، تغلفت بالسرية التامة طوال فترة الإعداد لها، فالتنسيق مع عشر دول لعمل عسكري صعب جداً، وذلك خوفاً من التسريبات عن هذه العملية لتفقدها عنصر المفاجأة على أرض العدو، فقد ذُهل العالم بأسره وإيران وروسيا وحلفاؤهما العرب بقدرة السعودية على إدارة حرب وقيادتها، فهذا التكتل العسكري لا تقوم به إلا دولة تمتلك جميع أدوات الحرب الجوية منها والبحرية وعلى الأرض، وكذلك حكمة وخبرة قيادية في إدارتها والتعامل مع أي تدخل خارجي قد يعرقل أهدافها المنشودة، فتحريك سرب جوي باحترافية مكون من 100 طائرة سعودية يقودها طيارون سعوديون وتحديد ساعة الصفر للضربة الجوية بمساعدة قوات التحالف الخليجي والعربي، أشعر العالم بقوة وسيادة المملكة بقيادة القائد العربي سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي وجد أن اتخاذ قرار الحرب لا مفر منه لإنقاذ الشعب اليمني الشقيق، بعد تخاذل مجلس الأمن الدولي وعدم اتخاذ أي قرار ضد انقلاب الحوثيين على الشرعية اليمنية، فما أُخذ بالقوة يستعاد بالقوة، ولكن بعد سويعات من الضربة تبين للجميع أن رأس الأفعى والمدبر لتخريب اليمن هو علي عبدالله صالح الرئيس اليمني المخلوع سابقاً الذي أنكر جميل السعودية في استقباله وعلاجه بعد أن أنقذته من الموت أثناء إصابته في تفجير استهدفه بمسجد، والأكثر وقاحة ما تم كشفه إعلامياً من قبل السعودية لتبين للشعب اليمني الشقيق والعالم أجمع قذارة علي صالح عندما باع اليمن ووحدته من أجل مصالحه الشخصية، في زيارة نجله للرياض قبل الضربة بأيام للمقايضة على أمن اليمن والسعودية والخليج مقابل ما في جعبته من شروط جميعها تخدم مصالحه الشخصية بعيداً عن أمن اليمن ووحدته، فكان رد الرياض «الميدان يا حميدان» فما عجز الحوار السياسي عن استرجاعه سيعاد بقوة السلاح، وقد تبين للجميع عسكرياً وخلال ربع ساعة طيران جوي أن قوة علي صالح وحلفائه من الحوثيين وإيران وحزب الله كبيوت العنكبوت التي سرعان ما انهارات في أول يوم من عاصفة الحزم، أما بخصوص الشعوب العربية فقد طارت فرحاً بهذا التحالف الدولي العربي الذي كانوا ينتظرونه طويلاً بعدما خيبت قوات التحالف الدولي آمالهم في بلاد الشام واليمن، ولكن النصر قادم بإذن الله. حمى الله الوطن وقادته، وجعل راية التوحيد خفاقة بسواعد أبنائه وقادته.