يعطر الكابتن تيسير الجاسم أروقة النادي المئوي للاعبي كرة القدم، عبر ودية المنتخب السعودي أمام الأردن مساء اليوم. والكابتن الكبير خُلقاً ومكانة وقيمةً فنية بشهادة نقدية متنوعة خليجية وعربية وآسيوية، أحد أهم الأسماء السعودية في العقد الأخير في كرة القدم. حضر ابن شيخ الأحساء يافعاً إلى قلعة الكؤوس وصقل موهبته في أحد أعرق كيانات الكرة في آسيا، لتُعلن كرة القدم عن مولد نجم فذ. تيسير الأخضرين اسم لا غنى عنه وممارسة رياضية لوت أعناقا، وهو رقم استراتيجي لكل نجاح والإثبات تحديات ميدانية مُتعددة. تيسير الأخضرين لم يأخذ حقه كاملاً كما هو حال من هو مثله في النجومية أو حتى أقل، ومرد ذلك ظروف خارجة عن إرادته ترتبط بالمجموعة. معدل النجومية عند تيسير قد يتراجع في مناسبة أو اثنتين، لكن عبر إحصاءات كثيرة كانت ظاهرة ومؤثرة في خارطة انتصارات فريقه والمنتخبات السعودية. جنبات النادي المئوي تزدان الليلة بصورة المايسترو الذي يستحق، ولا شك أن يكون ضمن تابلوهات هذا النادي. إن دخول النجوم إلى مضمار النادي المئوي لا يعني نهاية المهمة، إنما هو بداية الركض نحو مزيد من الإنجازات، وهي إضافة معنوية تتطلب شواهد ميدانية أخرى. تيسير الذي لم يغب عن المشهد الرياضي الأهم في تاريخ اللاعبين عبر مشاركات دولية هو تيسير الإنسان، راسم الفرحة على محيا مدرجات الأخضرين، وهو من غيبته ظروف بعض المباريات عن مناسبات فرح كثيرة، لكنه غياب آن له أن ينتهي. القيادة التيسيرية ليست جلبة أو جدلية أو خروج عن الروح الرياضية أثناء المباراة، كما أنها ليست انتقاصا من دور الزملاء اللاعبين أو تقريعا أو رفع صوت، كما أنها ليست وساطات إعلامية أو سهرات أوعبثا وخروجا عن المألوف إنما قيادة تعتمد على الثقة. الله أولاً والثقة بالذات ثانياً والثقة بالإمكانات الفنية ثالثة. والثقة بما ينبغي أن يكون عليه النجم كقدوة. تابعت تيسير في كثير من المقابلات الصحفية والفضائية الداخلية والخارجية، ووجدت مفردة مُتواضعة وواقعية، ووجدت معها طموحا ورغبة في الأفضل. يحب الأهلاويون تيسير ويطمئنون على فريقهم مادام في التشكيلة، ويعقدون عليه آمالا كبيرة لأنه أهل لذلك، ولأن ثوب النضوج الميداني لديه في أبهى حلة. أهلاً بأمير الكرة في رحاب النادي المئوي، أهلاً به ممثلاً ورائداً لنجومية مختلفة، أهلاً به كنزاً رياضياً وطنياً نستودعه أروقة التاريخ الرياضي الدولي بكل فرح.