لكل زمن ظروفه، وأحواله الاقتصادية، والسياسية، التي تشكِّل طبيعته، وتحدد آليات معينة للتعامل مع معطياته. وها هو عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يتخذ الحزم مبدأ له، وقاعدة يسير عليها منذ الدقائق الأولى له في سدة الحكم، فخلال فترة وجيزة استطاع بكل سلاسة، ووضوح ترتيب بيت الحكم، والقيادة، كما قام بأضخم عمل مؤسساتي في الدولة، وذلك بإعادة تنظيم الهيكلة الإدارية للرفع من أدائها حتى تتمكن من اتخاذ قراراتها بسرعة، وحزم، إضافة إلى إصدار القرارات الاقتصادية المهمة للوطن، والمواطن، ومؤخراً إطلاق عاصفة الحزم. «الحزم» مفردة لها أبعادها، ودلالاتها الضمنية، التي ستتحول مع الزمن إلى صورة ذهنية، ورمزٍ للهوية السعودية، وشعارٍ لمملكة الإنسانية، التي هي أيضاً مملكة الحزم، وستحكي هذه المفردة يوماً ما قصة إغاثة المظلومين، وإيقاف التطاول على الشرعية الدستورية في اليمن، والتهديد لدول الجوار، كما أنها تحمل معانٍ عدة «هنا» من بينها إعادة الحق إلى أهله، وردع الظالم، واستتباب الاستقرار في اليمن حتى يعود سعيداً من جديد. ولا شك أن حزم المملكة العربية السعودية لا يأتي إلا بعد استنفاد كل الوسائل، والحلول السلمية، فالتاريخ يروي بكل وضوح مواقف المملكة السياسية، حيث كانت، ولاتزال معروفة بمواقفها السياسية، والدبلوماسية، وسعيها الدؤوب إلى الحل السلمي، بعيداً عن إراقة الدماء، وإزهاق الأرواح، وهو ما جعل قاصري الرؤية، والفهم يظنون أنها غير قادرة على اتخاذ قرار صعب من تدخل عسكري، ونحوه، وهذا ما رآه، وفهمه الحوثيون المتمردون بادئ الأمر، لكن الأكيد الآن أنهم فطنوا إلى غضبة الحليم. بقي أن نعلم بأن التدخل الخليجي الإقليمي الدولي بقيادة المملكة في اليمن يتفق مع الأعراف، والمواثيق الدولية حتى تطمئن الشعوب، التي تخشى أن تكون يوماً ضحية لإيران، وأعوانها في المنطقة بأن العرب، والمسلمين من أي طائفة كانت، مستعدون للاصطفاف، والوقوف ضد أي نوع من أنواع الإرهاب، الذي يهدد المنطقة، ويربك استقرارها، ويسعى إلى نشر الفوضى فيها، وليتيقن الجميع بأن حزم المملكة يهدف إلى تحقيق مراد إنساني هو «دحر الإرهاب بكل أشكاله، وطوائفه».