أقال الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، أمس حاكم منطقة دنيبروبتروفسك الحدودية مع الشرق الانفصالي الموالي لروسيا، الملياردير إيغور كولومويسكي، في إطار صراع داخل السلطة. وكولومويسكي الذي عُيِّنَ حاكما قبل سنة لوضع حد لنزاعات الانفصاليين في المنطقة؛ برز من خلال إنشاء وتمويل فرق للمتطوعين الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية ضد المتمردين الموالين لروسيا. لكن بعد محاولة كييف إبعاد مقربين من كولومويسكي عن إدارة شركتين نفطيتين عامتين؛ اجتاح رجال مسلحون وملثمون مكاتب هاتين الشركتين «أوكرترانسنفتا» و«أوكرانفتا» في كييف. وتذكِّر هذه المشاهد بالحروب بين طبقة الأثرياء الحاكمين أو «الأوليغارشية» في تسعينيات القرن الماضي، وتثير تساؤلات حول قدرة الرئيس على السيطرة على الوضع في البلاد. والتقى بوروشنكو وكولومويسكي ليل الثلاثاء- الأربعاء في مقر الرئاسة. وقال مكتب الرئيس إن كولومويسكي (52 عاماً) قدم استقالته وإن «الرئيس قَبِلَ عرض الاستقالة». ويعد الملياردير المستقيل من أبرز شخصيات الطائفة اليهودية في أوكرانيا، وكان عزز سلطته واكتسب شعبيته في مسقط رأسه منطقة دنيبروبتروفسك وفي غرب البلاد لمعارضته المعلنة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ودعمه للقوات الحكومية. ومع أنها قريبة جداً من دونيتسك الانفصالية؛ قاومت دنيبروبتروفسك الدعوات إلى الانفصال بفضل الملياردير الذي اشترى فعلياً السلم الاجتماعي ومنع امتداد التمرد كما يرى عددٌ كبيرٌ من المراقبين. وأشاد مستشار وزير الداخلية، أنتون غيراشتشنكو، بفعالية فريق كولومويسكي في مكافحة الانفصاليين. وكتب أمس على صفحته على موقع «فيسبوك» إنه «لم يحصل سيطرة للانفصاليين على الإدارة المحلية في دنيبروبتروفسك لأنه بعد تعيين كولومويسكي مباشرةً اقتيد العملاء الروس إلى الغابة وشُرِحَ لهم كيف يحبون أوكرانيا». وتبلور اختبار القوة بين كولومويسكي وبوروشنكو الأسبوع الماضي بعد تصويت البرلمان على قانون يهدف إلى تغيير تشكيلة مجالس إدارة الشركات العامة بغية تحجيم سيطرة المساهمين الأقلية. وفي هذا السياق؛ دخل مسلحون ملثمون إلى مقار الشركتين النفطيتين «أوكرترانسنفتا» و«أوكرانفتا» في كييف اللتين كانتا تحت إشراف مقربين من كولومويسكي. ولم يصدر أي تأكيد على أن هذه الميليشيات كانت مرسَلة من قِبَل الملياردير وإن أجمع المراقبون على ذلك. وكان بترو بوروشنكو الذي يعتبر هو نفسه من أشهر منتجي الشوكولاتة مع ثروة قُدِّرَت بحسب فوربس ب1.3 مليار دولار في 2014؛ صعَّد لهجته الإثنين الماضي محذراً كولومويسكي من مغبة استخدام «قواته المسلحة». وغداة ذلك غادرت هذه الميليشيات المسلحة مقر «أوكرانفتا»، بعد بضع ساعات على إقالة كولومويسكي.