تصاعد العنف في اليمن أمس الثلاثاء، إذ وقعت معارك طاحنة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة والقوات الموالية للرئيس عبدربه هادي ومسلحين قبليين من جهة أخرى؛ وذلك في محافظتي لحج والضالع القريبتين من عدن المقر المؤقت للرئاسة، في وقتٍ سقط 4 قتلى في محافظة تعز خلال احتجاجات مناوئة للحوثيين الذين ردَّ مسلحوهم على التظاهر بالرصاص. وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أن القوات الموالية للرئيس اشتبكت مساء أمس مع المتمردين بالمدفعية الثقيلة وأجبرتهم على الانسحاب من بلدة كرش التي كانوا سيطروا عليها قبل ذلك بساعات. وتقع كرش على بعد 100 كيلومتر شمالي عدن، وتفصلها 40 دقيقة بالسيارة عن قاعدة العند الجوية التي ما زالت في أيدي قوات هادي. وقالت المصادر إن جنوداً موالين للشرعية ورجال قبائل ومسلحي فصائل قصفوا المتمردين بالصواريخ والمدفعية الثقيلة وأجبروهم على الانسحاب من كرش باتجاه الشمال. كما صدَّت قوات هادي هجوماً في الضالع لتحرم الحوثيين من أول الأراضي التي سيطروا عليها في الجنوب، بحسب مصادر أخرى. وكانت القوات المناوئة للشرعية تقدَّمت باتجاه الجنوب من محوري الضالع ولحج محاولين تشديد الطوق على عدن. وإلى الشمال في محافظة تعز «وسط»، اندلعت اشتباكات بين مناوئين للحوثيين والقوات المتمردة في بلدة التربة ومدينة تعز القريبة منها بعد أن أطلقت القوات الرصاص على المحتجين وقتلت 4 منهم على الأقل وأصابت عدداً آخر. وكان مئات النشطاء التعزيين أقاموا مخيم احتجاج في وسط المدينة الأحد الماضي حين استولى عليها حوثيون ووحدات عسكرية متحالفة معهم في تحركٍ لم يواجه مقاومة عسكرية تذكر لكنه أغضب كثيراً من السكان. وفي تعز أيضاً، أُفيد بدخول الحوثيين بلدة المخاء التابعة إدارياً للمحافظة ما يجعلهم على مسافة 80 كيلومتراً إلى الشمال من مضيق باب المندب الذي يربط البحر المتوسط والمحيط الهندي عن طريق قناة السويس. وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية؛ فإن أكثر من 3.4 مليون برميل نفط مرَّت يومياً من المضيق في ناقلات خلال عام 2013. في هذه الأثناء، واصلت القوات الموالية للرئيس نشر دبابات وقطع مدفعية على عددٍ من الطرق التي تربط شمال اليمن وجنوبه. ويشارك رجال قبائل ووحدات من الجيش في مقاومة تقدم الحوثيين إلى الجنوب، وتصاعدت الاشتباكات بين الجانبين منذ الأسبوع الماضي وسط شواهد على نية المتمردين تطويق عدن واحتلالها. لكن المسؤول الحوثي، محمد البخيتي، قال إن «المقاتلين يدافعون عن اليمن ضد المتشددين الإسلاميين ولا يضعون نصب أعينهم عدن». في سياقٍ متصل، لم يستبعد السفير الأمريكي لدى اليمن أن تسقط عدن. وربط السفير ماثيو توللر، الذي كان يتحدث في واشنطن، بين نجاح الحوار السياسي وعدم تمكن المتمردين من دخول عدن، مؤكداً «الحوار لن ينجح إذا تم التغلب على هادي وسقطت عدن، وهو ما يمكن أن يحدث بسرعة كبيرة». واعتبر توللر أن التوصل إلى اتفاقية لتقاسم السلطة السياسية في اليمن مازال ممكناً «لكن على الولاياتالمتحدة اتخاذ قرارات بسرعة»، مشدداً على أن «جميع الأطراف تعلم أنه لا يوجد أي بديل غير التوصل إلى اتفاق بشأن اقتسام السلطة». وأجْلت الولاياتالمتحدة السبت الماضي مواطنيها الباقين في اليمن، وبينهم نحو 100 فرد من وحدات العمليات الخاصة.