لم تمض ساعات على سيطرة الحوثيين على المطار العسكري في مدينة تعز (وسط اليمن)، حتى رد سكانها بتنظيم مسيرة احتجاجية ضخمة أمس الأحد رافضين ما سمّوه استيلاء ميليشيات الحوثي على أجزاء من مدينتهم، في الوقت نفسه أضرب تجار تعزيون عن البيع والشراء تجاوباً مع دعوة أطلقها سياسيون معارضون للتمرد على الرئيس عبدربه منصور هادي. ورفع آلاف المحتجين في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن والمؤدية إلى عدن ومناطق الجنوب، لافتات كُتِبَ عليها «تعز منطلق الثورات لا وكر الميليشيات» و»تعز آمنة.. ما الدافع لنشر الميليشيات» و «استهداف عدن استهداف لتعز» ورددوا هتافات منها «المشروع نفس المشروع .. الحوثي ويََّا (مع) المخلوع» في إشارة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان مسلحون حوثيون سيطروا على المطار العسكري في المدينة في وقت متأخر ليل السبت. وذكر شهود عيان في محافظة إب (وسط) أنهم رأوا عشرات الدبابات والعربات العسكرية تتحرك من الشمال الواقع تحت سيطرة الحوثيين إلى الجنوب صوب تعز التي قال نشطاء فيها إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار في الهواء لتفرقة احتجاجات نظمها سكان يتظاهرون ضد وجود جماعة الحوثي في مدينتهم. وتجاوباً مع دعوات للإضراب والعصيان المدني، أغلق تجار تعزيون متاجرهم صباح أمس على مدى ساعتين اعتراضاً على وصول المسلحين المتمردين إلى المدينة. وفي عدن، أفاد شهود عيان بأن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت أمس النار على طائرة مجهولة تحلِّق فوق مقر إقامة الرئيس اليمني في المدينة. وللمرة الثالثة خلال 4 أيام، تحلق طائرات مجهولة فوق المقر الذي يقيم فيه هادي. وفي إحدى المرات أسقطت الطائرات قنابل دون أن توقع أي خسائر بشرية. من جهته، اتهم محافظ عدن، عبدالعزيز بن حبتور، الحوثيين بإعطاء الأوامر بهذه الطلعات فوق المدينة، وهي مزاعم لم يرد عليها المتمردون بعد. إلى ذلك، أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الولاياتالمتحدة أجلت باقي أفرادها من اليمن ومن بينهم نحو 100 فرد من قوات العمليات الخاصة بسبب تدهور الوضع الأمني هناك. وامتد الصراع في أنحاء اليمن منذ العام الماضي عندما بسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء، وأطاحوا بعدها بأشهر بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي توجه إلى عدن. ومنذ سيطرتهم على العاصمة، تقدَّم الحوثيون صوب المناطق السُنيَّة في وسط وغرب اليمن، مما أدى إلى اشتباكات مع القبائل المحلية وتأجيج حركة انفصالية في الجنوب الأمر الذي يثير مخاوف من انزلاق اليمن صوب حرب أهلية. يمر اليمن بأزمة تشمل مكوناته السياسية والقبلية والطائفية لتشكل صراعاً معقداً. وأهم الأطراف في المشهد اليمني هم: - انتُخِب كرئيس مؤقت لليمن أوائل عام 2012 ليقود البلاد خلال فترة الانتقال الديمقراطي. – حاصر الحوثيون مقر إقامته في صنعاء في النصف الثاني من يناير الماضي بعد أن أحكموا سيطرتهم على العاصمة. – استقال في يناير ووضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية في منزله لكنه فر الشهر الماضي إلى عدن وتراجع عن استقالته وشكل حكومة هناك ودعا الجيش إلى الانضمام إليه. - رئيس اليمن الشمالي من عام 1978، ثم رئيس البلاد بعد توحيد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي اعتباراً من عام 1990. – أُرِغَم على التنحي في عام 2011 بعد احتجاجات شعبية غير أنه ظل رئيساً شرفياً حتى مطلع عام 2012. – يتهمه الغرب باستغلال نفوذه السياسي والعسكري في التحالف غير المتوقع مع الحوثيين لإضعاف هادي في محاولةٍ لاستعادة السلطة. - هم جماعة بدأت كحركة لمجموعة من الشبان أطلقوا على أنفسهم اسم «الشباب المؤمن». – تأسست الجماعة عام 1992 لدعم حقوق الطائفة الزيدية التي تمثل نحو خمس اليمنيين. – قاتلت الحكومة من عام 2003 حتى عام 2009. – في الآونة الأخيرة ارتدت الجماعة عباءة الثورة وتقدمت وسيطرت على العاصمة صنعاء، وهي متحالفة مع إيران. - أنشط أفرع تنظيم القاعدة منذ سنوات وخطط لهجمات على شركات طيران دولية. – رغم عمليات عسكرية متكررة لطرد التنظيم من معاقله في جنوب وشرق البلاد، إلا أنه شن سلسلة من الهجمات الدامية ضد قوات الأمن اليمنية. - ائتلاف جماعات يريد إلغاء وحدة اليمن وإحياء دولة اليمن الجنوبي. – يمكن للحراك تعبئة عدد كبير من الناس في الشوارع في جنوب البلاد مثل عدن ولكن ليس له قيادة متماسكة لترجمة دعمه الشعبي إلى عمل. - حزب يمثل مصالح تيار الإسلام السياسي وقبائل. – بدا وكأنه سيكتسب مزيداً من السلطة خلال الفترة الانتقالية إلا أنه خسر أمام تقدم الحوثيين. – اكتسب قوته العسكرية من تحالف مع اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يقود ألوية مهمة.