في وقتٍ وصف قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، فيليب بريدلوف، نشر مجموعة متطرفة لائحة بأسماء 100 عسكري أمريكي مستهدَف بأنها «محاولة لتشتيت الانتباه»، دعت قيادة قوات البحرية الأمريكية «المارينز» أمس جنودها إلى «اليقظة». وخلال نقاشٍ نظَّمه معهد «جرمان مارشال فاند» الأمريكي أمس في بروكسل، تساءل بريدلوف «بشأن قضية نشر هذه المعلومات؛ لماذا يتعين علينا أن نتوقع أي شيء أقل أو أي شيء مختلف؟»، واعتبر هذا التهديد «مجرد وسيلة إضافية للإثارة»، مذكِّراً ب «أننا شَهِدنا في الأشهر الماضية أنه في كل مرة يتعرضون فيها للهزيمة في ساحة المعركة أو يتعرضون للضغوط، يلجأون إلى وسيلة لإحداث إثارة». وبحسب بريدلوف، وهو جنرال أمريكي، فإن «التنظيم الإرهابي تحت ضغط كبير؛ لذا يحاول تحويل الانتباه عما يحدث في ساحة المعركة باللجوء إلى هذه الأساليب الضخمة». بدورها، بدت المساعدة السابقة لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون السياسات، ميشال فلورنوي، قلقة من نشر لائحة بأسماء 100 عسكري أمريكي. وأقرَّت خلال النقاش نفسه «أعتقد أننا قلقون جميعاً من قراءة هذه المعلومات، علينا أن نحضِّر أنفسنا لذلك لحماية موظفينا وإفشال التطرف». ورأت فلورنوي، وهي المسؤولة الثالثة في وزارة الدفاع الأمريكية سابقاً ورئيسة مركز «سنتر فور آي نيو أميريكان سيكيوريتي»، أن «هذا التهديد يُظهِر نوع التكتيك الذي سيلجأون إليه، لذا ينبغي علينا أن نحضِّر أنفسنا لذلك لجهة حماية موظفينا وأيضاً من خلال القيام بعمل مهم مع المجموعات في بلادنا لإفشال عملية التطرف». وفي واشنطن، دعت قيادة قوات البحرية الأمريكية «المارينز» أمس جنودها إلى «اليقظة» بعد نشر هذه القائمة التي تضم أسماء وعناوين وصور 100 عسكري أمريكي. ويؤكد القراصنة التابعون ل «داعش» أنهم حصلوا على هذه البيانات من قواعد معطيات والبريد الإلكتروني للحكومة. وكان المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت» أفاد بنشر قراصنة معلوماتية يؤكدون انتماءهم ل «داعش» للَّائحة بقصد قتل المدرجة أسماؤهم وعناوينهم فيها. وأوضح «سايت»، في إفادةٍ له أمس، أن «هذه المجموعة التي تعرف نفسها بقسم قراصنة المعلوماتية لتنظيم داعش نشرت على الإنترنت هذه المعلومات بشأن أفراد من مختلف وحدات الجيش الأمريكي بما في ذلك صورهم ورتبهم». وشارك العسكريون المائة المستهدفون في الحرب على المتطرفين في سوريا والعراق واليمن، وفقاً ل «سايت». ورداً على أسئلة صحيفة «نيويورك تايمز»، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» ووزارة الدفاع إنهما أُبلِغَا بهذه التهديدات ويحققان فيها. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري تأكيده أن «معظم المعلومات المنشورة يمكن عامةً الوصول إليها» وأن «الخوادم الإلكترونية للحكومة لا يبدو أنها تعرضت للقرصنة». وفي الأشهر الأخيرة، تمت قرصنة وسائل إعلامية ومؤسسات أمريكية عدة من قِبَل قراصنة معلوماتية يؤكدون انتماءهم إلى الجماعات المتطرفة. وفي يناير الماضي، سيطر هؤلاء لفترة وجيزة على حسابات للقيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«يوتيوب».