صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن الهدنة في شرق أوكرانيا تحقق نتائج ملموسة. ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عن لافروف القول في مؤتمر صحفي في موسكو أمس الخميس إن كييف تطرح شروطاً غير واقعية لسحب الأسلحة الثقيلة من منطقة دونباس، مشيراً إلى أن «تحميل روسيا وقوات (الدفاع الشعبي) مسؤولية إفشال الهدنة يهدف إلى الحيلولة دون إقامة حوار سياسي بين كييف ودونيتسك ولوجانسك». ورأى أن تهديد واشنطن وبروكسل بفرض عقوبات جديدة على موسكو «يعكس عدم الرغبة في تنفيذ اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 شباط - فبراير». في جهة مناقضة أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا أول أمس الأربعاء إن الوضع في أوكرانيا «يزداد سوءاً كل يوم» حيث تخوض القوات الحكومية صراعاً ضد متمردين مدعومين من روسيا لكنه رفض الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد تزويد كييف بأسلحة دفاعية. وأضاف الجنرال فيليب بريدلوف إن الجيش الأمريكي تربطه علاقة وطيدة بأوكرانيا حتى قبل الصراع الراهن ولديه تقدير جيد بما تحتاج إليه عسكرياً بما في ذلك المعلومات المخابراتية والاتصالات. وقال لصحفيي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خلال إفادة صحفية «أعددت توصيتي ونقلتها عبر سلسلة القيادة وجار بحثها حالياً.» ولم يذكر أي تفاصيل عن توصياته. وجاءت تصريحات بريدلوف وسط دلائل على أن الهدنة التي توسطت فيها فرنسا وألمانيا ربما بدأت في الصمود. وكان المتمردون رفضوا في بادئ الأمر وقف إطلاق النار لكن شهود عيان في شرق أوكرانيا رأوا المدافع تسحب من خط الجبهة في بعض المناطق أمس الأربعاء. وسُئل عمّا إذا كان تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا سيدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «زيادة المخاطر» أشار بريدلوف إلى أنه لا يمكن التكهن بأي شيء. وقال «لنتمعن فيما فعله السيد بوتين بالفعل: ما يزيد عن ألف مركبة قتالية وقوات قتالية روسية وبعض من دفاعاتهم الجوية الأكثر تطوراً وكتائب مدفعية. أود القول بأن السيد بوتين جعل المخاطر..عالية للغاية.» وقال إن أحداً لا يمكنه التكهن على وجه الدقة بما سيكون عليه رد فعل بوتين إذا تم تشديد العقوبات الغربية على روسيا أو في حالة تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا. وأضاف أن من المهم إزاء ذلك اتخاذ أفضل قرار ممكن وإيجاد وسيلة للمضي قدماً. وقال «الشيء الواضح الآن هو أن الأمور لا تتحسن، بل تزداد سوءاً كل يوم.» وسُئل عمّا إذا كان من المرجح أن يتفاقم الوضع حتى إذا لم تفعل الولاياتالمتحدة والحلفاء شيئاً إضافياً فقال بريدلوف إن هذا ما يحدث بالفعل. وقال «نرى تصاعداً مطرداً» موضحاً أنه عندما دخلت القوات الروسية في بادئ الأمر إلى شرق أوكرانيا حاولت إخفاء وجودها وإضفاء حالة من «الغموض للتشويش عمّا إذا كانت موجودة بالفعل هناك.»